رحلة مرعبة

رحلة مرعبة

محمد جيد

بعد أول خطوة خارج البيت..

سقطتُ مباشرة في السماء

ثم تهت بين الأجرام إلى أن مر موكب الشمس ذاهبا نحو الأرض..

عند الوصول ركلني شعاع لأسقط مجددا داخل غابة،

تخطّفتني الأشجار  وبدأتْ بمصّي إلى أن فررت بما تبقي مني نحو الشاطئ..

وقف البحر على موجتيْهِ، بصق حوتا عن يمينه وهو يقهقه، ثم تبول على جثتي..

زحفتُ بعدها نحو بالوعة خرسانيّة عند مدرج المدينة لأدخل وأختبئ داخلها.. لعلني أرتاح قليلا..

كانت الجرذان وخنافس الغائط بانتظاري هناك .. قطعتُ لها يديّ وقليلا من فخذي كصفقة رابحة لأعبر نحو الضوء.. نحو آخر النفق.

خرجت من النفق لأجدني خلف حانة قديمة بين يدي عصابة الزقاق..

قاموا بركلي على ما تبقى من بطني ..

انبثقتْ من جراحي عروقٌ  وصرتُ أركض بها كالسلطعون أو قل مثل الدودة الألفيّة أنتحب وأمخط ولي صفير من حلقي المثقوب ..

إلى أن

وصلت أخيرا..

كانت رحلة مرعبة أكررها كل يوم

 أكررها كل صباح..

أكررها

من باب منزلي نحو جارنا البقال لأجل أن أتداين ثلاثة سجائر وحفاظةً رقم 4 لابنتي الرضيعة ثم أتحول إلى كلب ينبح على طائرة..

شـــارك الخبر علي منصات التواصل

صحيفة فــــسانيا

صحيفة أسبوعية شاملة - منبع الصحافة الحرة

شاركنا بتعليقك على الخبر :