حاوره :: عثمان البوسيفي
الحديث عن المركز الوطني للمأثورات الشعبية يعيدنا إلى الحديث عن الثقافة الليبية وعن الكثير من الموروث الشعبي الذي يعاني الإهمال والضياع ولعل الكثير من ذاك الموروث ينتظر إنقاذه من براثن الضياع ليشكل هوية ليبية مميزة بما تحمله من ثقافات متعددة . في الآونة الأخيرة كلف السيد محمد السقاط برئاسة المركز وهو في حالة يرثى لها من مبنى يقع في مدينة سبها وقد تضرر مما حدث في ليبيا من تغيير ناهيك عن توقف العمل في جمع الموروث الشعبي المهدد بالضياع إذا لم يحافظ عليه بسرعة . المستشار السقاط كلف بإدارة المركز في 27\12\2017م وكم كانت التركة كبيرة فالمركز مقفل ومحتوياته جلها في البيوت وموظفون يعتقدون أنهم أصحاب المركز وهو ملك الدولة الليبية وهي تكلف له الرجل المناسب.
حِينَ صَدَرَ قَـرَارٌ تَـكْـلِـيـفِـي بٍإدَارَة المَـرْكز وَاجَهْتُ مَـشَاكِـل كَـثِـيـرَة
التقيته في رحاب وزارة الثقافة التي يتبعها المركز رجل بشوش متخصص في الإدارة وله سنوات خبرة يرغب في إعادة الوهج لهذا المكان الحيوي في عاصمة الجنوب الحبيب سبها .
بداية الحديث بسؤاله كيف وجدت المركز ؟
حين صدر قرار تكليفي بإدارة المركز كان مقفلا وكان ذلك في 27\12\2017م واجهت مشاكل كثيرة فالمركز يحتاج للصيانة وجل محتوياته خارج أسوار المركز وبعض الموظفين يعتقدون أن المركز خاص لهم ويحق لهم الاعتراض على من يكلف من قبل وزارة الثقافة التي يتبعها المركز وقد أخذوا الأشرطة والمقتنيات الخاصة بالمركز اثإلى بيوتهم بحجة الحفاظ عليها وهي قديمة ومتهالكة وتحتاج إلى اهتمام خاص حتى لا نفقدها ونعمل الآن عبر لجان فنية متخصصة وشكلنا لجنة لإعداد البرنامج العام للمركز ونحن في طور إعداد قاعدة بيانات للمركز ونسعى جاهدين إلى إحياء المركز من جديد والقيام بدوره الفاعل برغم الظروف التي تعيشها الدولة فقد سرقت كل كوابل الكهرباء والأثاث لم يسلم من السرقة وقد تم تجهيزه وصيانته من قبل رئيس الهيئة الذي لا يتوانى عن دعم المركز ولا أنسى في هذه السانحة أن أشكر دعم عميد بلدية سبها اللامحدود للمركز .
قُـمْـنَـا بٍـفَـتْـح أرْبَـع فٌرُوعٍ جَـدِيدة لكٍن دُونَ تعْيين مٌـوَظفِين حَتَى لا نٌرْهِق المِـيزَانيًـًـة العَـامّة
كيف هو وضع الاتفاقيات الدولية مع المركز ؟
تم إرسال جزء من تلك الاتفاقيات إلى وزارة الخارجية الليبية للتنفيذ وبعض الاتفاقيات الأخرى في طريقها للبرلمان كي يتم اعتمادها وسوف نسعى إلى الاستفاذة من تلك الاتفاقيات للمساهمة في الحفاظ على الموروث الشعبي ولا شك أن تلك الاتفاقيات لها مردود جيد بحكم أنها مع جهات لها باع طويل في هذا المجال .
بَعْض المُـوَظّفِـين يَعْـتَـقِـدُون أنّ المَرْكَز خَاصٌ لَـهُم وَيَحِق لهُم الاعْتِرَاض عَلَى مَن يُكَلّف من قِبَل وَزَارَة الثّـقَـافَة
لماذا افتتحتم فروعا جديدة ؟
قمنا بفتح أربع فروع جديدة لكن دون تعيين موظف واحد حتى لا نرهق الميزانية العامة بأعباء جديدة فقد أسسنا أربع فروع جديدة بها باحثين متعاونين مع المركز يقع عليهم عبء جمع الموروث في تلك المناطق والمساهمة في الحفاظ عليه وهم إضافة تساهم في تطوير عمل المركز .
مكتبة المركز وما وضعها حاليا ؟
كل إصدرات المركز تطبع من قبل هيئة الثقافة والآن حوالي 500 عنوان في طريقها للمركز وسنعمل من أجل وجود مكتبة تكون مرجعا للباحثين في مجال الموروث الشعبي وتشكل إضافة مهمة ناهيك عن تمكين الجمعيات الأهلية العاملة في نفس المجال من مقار لها داخل المركز لعرض ما تملك من مقتنيات وموروث شعبي .
كانت هناك صحيفة تصدر عن المركز هل ستعود للصدور؟
نعم نحن نسعى إلى أعادة إصدار صحيفة المركز التي كانت تصدر في مدينة أجدابيا كذلك نسعى إلى تكريم الفنانين الذين ساهموا في وضع البرامج التراثية ونأمل في وجود قناة تراثية تساهم في التعريف بالموروث الشعبي .
هل يوجد ملاك وظيفي للمركز ؟
قمنا خلال الأيام الماضية بإحالة الملاك الوظيفي للمركز من أجل اعتماده وهي خطوة من خطوات كثيرة نطمح إليها .
جل المواد محفوظة في نظام قديم هل تسعون إلى نقلها إلى نظام حفظ حديث ؟
فعلا كل المواد تقريبا محفوظة في أشرطة قديمة لم تعد مستخدمة وسوف نعمل على نقلها وحفظها في أنظمة حديثة وحمايتها من التلف فقد تم جمعها خلال سنوات طويلة .
كُلّ إصْدَارَات المَـرْكَز تُطْبَع مِنْ قِبَل هَيْئَة الثّـقَـافَة وَالآن حَـوَالَي 500 عُنْوَان فِي طَرِيقِهَا للْـمَرْكَز
هل ما يخصص للمكز كافٍ من أجل أداء عمله على أكمل وجه؟
في السنوات الماضية لم تكن هناك ميزانية فقط المخصص كان بند المرتبات ونتمنى أن تكون الميزانية في السنوات القادمة جيدة بحيت تتيح لنا تنفيذ الكثير من الأفكار التي تراودنا في تطوير عمل المركز وفروعه مع توجيه الشكر للكثير ممن يعمل معنا من أجل عودة المركز لسابق عمله مثل السيد خالد بن سلمة ..
ختاما يسعدنا تعاون الجهات العامة للرفع من مستوى المركز خصوصا أن معاول الهدم موجودة وتتربص بكل الجهود الخيرة التى تريد إعادة المركز للعمل فجل العمل حتى الآن قائم على الجهود الذاتية والتطوعية .