صفات الدجاج

صفات الدجاج

عبدالرحمن جماعة

  قال ابن خلدون – رحمه الله -:

“أكلت الأعرابُ لحم الإبل فاكتسبوا الغلظة، وأكل الأتراك لحم الفرس فاكتسبوا الشراسة، وأكل الإفرنج لحم الخنزير: فاكتسبوا الدياثة”.

لكن ابن خلدون لم يذكر (الدجاج) ربما لأنه لم يكن أكله شائعاً في زمنه أو في بلده، ولو عاش ابن خلدون في زمننا لذكره في أول (المنيو)!.

في الحقيقة لا أستطيع أن أذكر لكم ما هي الصفات التي اكتسبناها من أكل الدجاج، وبدلاً من ذلك قررت أن أسرد صفات الدجاج ليقرر القارئ الكريم بعدها أيٌ من هذه الصفات تنطبق عليه وعلى من حوله.

الصفة الأولى: أن الدجاج يمتلك أهم أداة من أدوات النهوض والرقي والرفعة وهي الأجنحة، لكنه بدلاً من استخدامها أخلد إلى الأرض ورضي بالحياة السفلى وكره الانبعاث!.

الصفة الثانية: الطمع وعدم القناعة..

دخلتُ ذات مرة مزرعة أحدهم فوجدت دجاجة فوق نادر قمح بارتفاع ثلاثة أمتار تقريباً وهي تقف على قمته من فوق وتأكل القمح، الغريب في الأمر أن الدجاجة كلما أكلت حبة صارت تنكش القمح بأرجلها وكأنها لم تقنع بكل هذا القمح!.

الصفة الثالثة: الحُمق..

يُقال: “فلانٌ أحمق من دجاجة”

أردتُ مرةً أن أجرب صحة هذا المثل فألقيت لدجاجة سيجارة مشتعلة فالتقطتها من جهة الجمرة!.

الصفة الرابعة: الفرح والتفاخر بأدنى إنجاز..

حينما تضع الدجاجة بيضة واحدة تُكثر من النقيق والبقيق إلى درجة الإزعاج، بينما تضع سمكة الحفش مئات الآلاف في الدفعة الواحدة من البيض المسمى (كافيار) والذي يُباع بأغلى الأثمان، ومع كل هذا لا يصدر منها نقيق ولا يُسمع لها صوت!.

الصفة الخامسة: أن حنانها على صغارها لا يرتقي إلى درجة الفعل، فهي وإن كانت تُظهر الحنان لكتاكيتها إلا أن هذا الحنان مجرد مظهر لا حقيقة له، فهي لا تُرضع صغارها ولا تُطعمهم وإنما تتركهم يأكلون بأنفسهم، بل إنها لا تُساعدهم حتى على الخروج من البيضة، فترى صغيرها يُكابد ويُصارع القشرة بجسده الطري وهي تنظر إليه، وقد قيل في المأثور الشعبي: “مَحَنَّة الدجاجة بلا حليب”!.

الصفة السادسة: كثرة الأكل.

عُرف عن الدجاج أنه لا يتوقف عن الأكل مادام الأكل أمامه، ولولا أنه أعشى لا يرى في الليل لربما صارت الدجاجة بحجم النعامة من كثرة الأكل!.

الصفة السابعة: أنه يُفسد ما أنجزه، فقد عُرف عن الدجاج أنه إذا لم يجد ما يأكله عاد على بيضه فأكله، ولهذا يعمد بعض مربي الدجاج إلى قص منقاره حتى لا يأكل بيضه!.

وبهذه الصفات يُمكننا أن نخمّن هل اكتسبنا شيئاً من طباع الدجاج وخصاله بسبب كثرة أكلنا له وتصدره لقائمة أطعمتنا؟ فإذا كان الأمر كذلك فكيف الخلاص والدجاج يُشكل أكثر من ثلثي الحيوانات المأكولة في العالم، وقد صار حلاً في ظل انخفاض الأجور في الماضي والحاضر، حتى أن بعضهم وضع حديثاً؛ يقول: “الدجاج غنم فقراء أمتي”1!.

 والله المستعان

  1. ذكره الذهبي في كتابه (تاريخ الإسلام ووفيات المشاهير والأعلام)، قال: “عَنِ ابْنِ أَبِي ذِئْبٍ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ: «الدَّجَاجُ غَنَمُ فُقَرَاءِ أُمَّتِي، وَالْحَجُّ لَهُمُ الْجُمُعَةُ». وَهَذَا حَدِيثٌ مَوْضُوعٌ”.

شـــارك الخبر علي منصات التواصل

صحيفة فــــسانيا

صحيفة أسبوعية شاملة - منبع الصحافة الحرة

شاركنا بتعليقك على الخبر :