سعياً للشهرة وكسب المال الفضائح والشائعات تغزو شبكات التواصل الاجتماعي الليبي

سعياً للشهرة وكسب المال الفضائح والشائعات تغزو شبكات التواصل الاجتماعي الليبي

استطلاع : كوثر أبو نوارة.

الصور : مصدرها الانترنت

سعياً للشهرة وتحقيق مكاسب مالية، حول البعض شبكات التواصل الاجتماعي منابر لنشر الشائعات والفضائح والمعلومات المغلوطة مع عدم مراعاة ما تترتب عليه من مشاكل نفسية واجتماعية وأمام الطوفان الجارف المهدد لأركان المجتمع وأخلاقه وقيمه، لابد من وقفة جادة من الجهات الرسمية وشركات الاتصالات المزودة لخدمة الإنترنت، ومؤثري المجتمع حماية لأفراد المجتمع خاصة طبقة المراهقين والفتيات  هكذا رأى بعض من استطلعنا آرائهم الوجه السلبي لمواقع التواصل الاجتماعي 

تسابق مذموم

الموظف يونس أبو زيد يقول ” لقد ساهمت صفحات التواصل والمنصات الاجتماعية في نشر الشائعات والفضائح والمعلومات المغلوطة، والأخطر أن المنافسة عالية بين الناس لنشر تلك المُهدمات، لكسب أكبر عدد من المتابعين أو تحقيق المال دون إعطاء اهتمام لتداعيات تلك المنشورات على الترابط الاجتماعي والأسرى.

وأضاف:” هذا التطور التكنولوجي مع وجود الهواتف الذكية في كل بيت سمح للجميع أن يرى كل المنشورات غير البناءة خاصة أنه ليس هناك رقيب ولا حسيب لما تتداوله صفحات ومنصات التداول الاجتماعي، يجب مراقبة شركة الاتصالات على هكذا منشورات، و يجب جر كل هؤلاء المفسدين للامتثال للعقوبة لما قام به من تشهير لتحقيق مصالح معينة جراء ذلك ، فكل إنسان يفكر بوعي عليه ألا يضيع وقته وفكره في متابعة فضائح وسخافات الآخرين وألا يكون مساهماً في تدني المستوى الثقافي “.

 يقول الموظف قيس الورفلي:” في السابق كان الشخص عندما يقوم بتصوير شيء ما يحتفظ به في هاتفه أو في حاسوبه الشخصي أما اليوم فالكل يملك هاتفا مزودا بكاميرا، وقد أصبح التصوير شيئا سهلا جداً وغير مكلف والأغلب الآن نراهم يقومون بتصوير أي شيء سواء نافعا أم شيء قد يفتعل من ورائه مشاكل و فضائح تعود على أفرادها بالسوء وغيرها من الأضرار النفسية والاجتماعية. وتساءل بتعجب، ماهذه الأخلاق المنحدرة والثقافة السطحية التي تأصلت في نفوس البعض؟!

 أخلاقنا تشوهت وتلاشت، و جيل بأكمله يضيع!. من المسؤول؟! ولماذا كل ما هو دنيء يتناقله الناس بصورة سريعة وكأنهم يتسابقون على نشر الفساد؟!، يجب أن تكون هناك رقابة على كل صفحات مواقع التواصل الاجتماعي للحد من نشر فضائح الناس لكي لا ترد على أهلها بالأضرار غير المسبوقة”.

 دور الأسرة

وتقول الممرضة فاتن أبوراوي:” يجب أن تنتهي المساهمة في زيادة نشر المهزلة الاجتماعية التي نشاهدها يومياً من انتشار التفاهات والفضائح اللاأخلاقية، وتتبع أعراض الغير والخوض فيها وحشر الأنوف في كل مالا يخصنا. وأضافت “نرى أن الصفحات التي تهوى نشر المهازل تدخل في سباق النجومية لكي يزداد عدد المشاهدات واللايكات والتعليقات ولايهمها هنا سوى الربح المالي، فكل إنسان يفكر بوعي عليه ألا يضيع وقته وفكره في متابعة الفضائح والسخافات وألا يكون مساهماً في تدني المستوى الثقافي فلا تدع الحمقى مشاهير وقدوات لنا في تصرفاتنا وأفعالنا”.

وتابعت:” أصبحنا اليوم أكثر انتماء بالإكراه أو بالاختيار إلى مجتمع موغل في التفاهة والرداءة معلنين عن الانهيار المجتمعي والإنساني يجب على كل أسرة أن تكون رادعا لأفرادها يجب أن تكون هناك خصوصية لكل شيء حتى لو كانت هناك فضيحة يجب علينا التستر وليس النشر ، لكي لا تغزو هذه الأفكار أطفالنا المراهقين”

وترى ربة البيت مريم زريبة أنه تم استغلال مواقع التواصل الاجتماعي أبشع أنواع الاستغلال في نشر أعراض الناس ومشاكلهم التافهة البعيدة كل البعد عن عاداتنا وأخلاقنا.

وقالت ” لاحظنا أن المسيطرين عليها أغلبهم تافهون يحكمون قبضتهم على أغلب الصفحات الإخبارية التي كنا نثق في متابعتها وقد لاحظ الجميع أن الفترة الأخيرة هي أبشع فترة نمر بها، فكل فضيحة وخاصة أنها موثقة بالصور تجدها تجوب كل الصفحات وكل التطبيقات وتزداد نشر تفاهاتهم بوتيرة غريبة تتحول من نصرة الثقافة إلى نصرة الفساد.

وأضافت” وفي ظل غياب دور الأسرة الأخلاقي هنا نرى أن الفساد وكل ما يتعلق به يكتسح جميع الهواتف المحمولة ويتسبب في تشوه المجتمع بسبب كل هذه التصرفات غير المسؤولة، لقد سقطت الأقنعة واختفى الغطاء الاجتماعي في حياتنا بعدما سيطر بعض المفسدين على منصات التواصل الاجتماعي مقابل ازدياد عدد المشاهدات بل ويتسابقون من هي أكثر الصفحات التي تجلب عددا كبيرا من المشاهدات، ويصبح الأمر أمراً ماديا فقط”.

الأستاذ الجامعي أحمد الشرقاوي يقول “نحن بحاجة ماسة إلى التغيير في العديد من الأمور، لأن هناك ثقافات متعددة دخلت بيوتنا عبر الهواتف الذكية ، هذه الأمور سلبية تافهة تؤثر في حياتنا اليومية وعلى عادات أبنائنا فانتشار فضائح الناس التي تنكشف عبر الصفحات الخسيسة التي لديها مصالح معينة تجعل من بعض الناس تتناقش في سفاسف الأمور البعيدة كل البعد عن الأمور الدينية والعلمية ، لقد استولى التافهون على أهم الصفحات وتحولوا من شرذمة القوم إلى أبطال ومشاهير لتصبح مناشيرهم القذرة أمرا لا جدال فيه بل أصبحوا يتصدرون مواقع التواصل، بنشر ماهو سلبي مع عدم مراعاة ما تترتب عليه هذه المناشير من ألم ومشاكل نفسية واجتماعية وهكذا سيكون المجتمع ساعيا إلى الهاوية، ليكسب التافهون الرهان رغم الانتقاد والممانعة والدعوات المستمرة لمواجهة هذا الطوفان الجارف”.

 محتوى سطحى

المعلمة آمنة الشريف تقول :”بدأنا نلاحظ نجوما تتلألأ في سماء مواقع التواصل الاجتماعي تسعى لتلتقط أكبر عدد من اللايكات وملايين المشاهدات والتعليقات والكثير من الأرباح لنشرهم محتويات تزيد الوضع الاجتماعي انتكاسا وتأزما، لقد دخلت المنصات الاجتماعية بيوتنا من أوسع الأبواب وأحكمت عليها إحكاما معقدا فكانت السبيل لسيطرة بعض الأفاقين على هذه المنصات شكلا ومضمونا أدت إلى اختفاء قيمنا وعاداتنا.

وأضافت:” وهنا نجد أن المحتوى سطحي وغاية في قمة النذالة والاستخفاف لكي يجلب لصاحبه الشهرة والنجومية مع نشر الفضائح والتفاهات فمنهم من فضح نفسه بعدما ستره الله، وهناك من تمادى في إيذاء غيره من الناس،

الكل يسجل حضوره في الواقع الافتراضي ليشارك روتين حياته بالكامل وإلى جانب فضائح الناس ومشاكلهم التي تطرح بشكل يومي لتصبح الترند، وكل هذا من أجل حصد الكثير من اللايكات والأرباح ولو على حساب كرامته.

الطالب الجامعي ” في كل مواقع التواصل الاجتماعي لا يهم اسمك وعمرك وعنوانك وموطنك ولا مكانتك الاجتماعية كل الذي يهمنا هو ما تكتبه وتعبر عنه وتطرحه في صفحتك وخاصة إن كانت صفحة من الصفحات الإخبارية، هنا نشاهد أسلوبك وأخلاقك وما مدى احترامك لطبقات المجتمع المختلفة، وأيضا ما هي الرسالة التي تريد إيصالها للمجتمع ، الصفحات هي حكايات عن هموم وقضايا عن المعاناة والآلام والمآسي التي نحاول أن نجد لها حلا عبر تعليقاتنا وحواراتنا ورأينا الشخصي في كل ما هو مطروح أمامنا ولكن ما نشاهده اليوم هو أنه أي فضيحة أو أي فيديو سطحي وبعيد كل البعد عن ديننا وقيم مجتمعنا ينتشر وبشكل أسرع من الرياح والنار والكل يتسابق على من يقوم بنشرها .

وأضاف:” لقد جعلوا من الحمقى والسدج مشاهير بمواضيع غير هادفة إلى جانب أن التشهير الذي يطال الأشخاص في مواقع التواصل الاجتماعي هو في الأصل استغلال للعالم الافتراضي من أجل انتقام الأشخاص من بعضهم البعض، إن التشهير يمس كل الطبقات وكل الفئات العمرية والاجتماعية حيث أن مفهوم التواصل الاجتماعي تغير كثيراً إذ أصبح وسيلة للبحث عن الفضائح وليس للتعارف والتواصل والاستفادة وتبادل الخبرات فالناس أصبحت تركز فقط على أعلى نسب المشاهدات في مشاهدة الفضائح ونشرها.

وتابع:”أن خطورة منصات التواصل الاجتماعي تكمن في سرعة انتشار المعلومة صحيحةً كانت أم خاطئة وأيضا سرعة انتشار الوسائط المتعددة من صور وفيديوهات والتشهير بها فيدخل الفرد في دوامة الانعزال والخوف من مواجهة الآخرين ونقص المبادرة الذاتية ثم عدم الثقة بالنفس مما يؤدي في بعض الحالات إلى الانقطاع والتفكك و الاكتئاب والانتحار.

شـــارك الخبر علي منصات التواصل

صحيفة فــــسانيا

صحيفة أسبوعية شاملة - منبع الصحافة الحرة

شاركنا بتعليقك على الخبر :