تقرير : منى توكة شها
على خلفية الأحداث التي شهدها مطار الأبرق ورفض المنتخب النيجيري لعب مباراته أمام المنتخب الليبي في الجولة الرابعة من تصفيات كأس الأمم الأفريقية، وكذلك إلغاء المباراة المقررة في 15 أكتوبر بعد تقديمهم شكوى رسمية بدعوى احتجازهم في المطار لمدة 16 ساعة بدون طعام أو شراب ، قرر الاتحاد الأفريقي لكرة القدم (كاف) فرض عقوبات متعددة على منتخب ليبيا.
وفي بيان رسمي عبر منصة التواصل الاجتماعي “إكس”، أعلن “كاف” بعد اجتماع لجنة الانضباط عن أن الاتحاد الليبي انتهك ثلاث مواد من لائحة كأس أمم أفريقيا 2025. واعتبر “كاف” المنتخب الليبي خاسراً بنتيجة اعتبارية 3-0 في المباراة التي كان من المقرر إقامتها في 15 أكتوبر.
وتم تغريم الاتحاد الليبي لكرة القدم مبلغ 50 ألف دولار أمريكي يجب دفعه خلال 60 يوماً. كما أكد “كاف” أنه لن يقبل أي محاولات للطعن أو تخفيف هذه العقوبات.
عبدالله بن يوسف
وفي هذا الصدد، قامت “فسانيا” بإجراء استطلاع مع عدد من الصحفيين الرياضيين حول هذا القرار وتداعياته وأداء الإتحاد الليبي في إدارة هذه الأزمة . * سالم الحريك يقول بكل واقعية لا وجود لاتحاد كرة قدم حقيقي في ليبيا وإلا لما وصلت الأمور لما هو عليه في الحالة الرياضية المتردية لكرة القدم والتي تمر بأسوأ مراحلها على صعيد الأندية والمنتخبات موضحاً ان اتحادات كرة القدم ليست كيانات عادية ولكنها أشبه بالدولة العميقة في البلدان التي تعلم أهمية الرياضة عامة وكرة القدم بشكل خاص فلا خطط واضحة ولا استقرار إداري ولا فني ولا أي انجازات تُذكر وتخبط مستمر ولا مبرر هنا يمكن أن يرميه الاتحاد الليبي لكرة القدم للأوضاع السياسية في البلاد مشيراً الى ان الكثير من البلدان حققت أفضل وأعظم انجازاتها في حالات أكثر تردي مما تشهده ليبيا مستشهداً بالاتحاد السوداني لكرة القدم كأقرب مثال. ويضيف انه ليس بصدد تشخيص الحالة العامة للاتحاد الليبي لكرة القدم لأنها مأساة يطول تشخيصها حيث يحتاج هذا الاتحاد لعملية قيصرية لعلها تنتج عن ولادة اتحاد كرة قدم حقيقي له من الحنكة والقدرة على وضع كرة القدم الليبية في مكان يليق بها.
و بخصوص العقوبات التي فرضها الكاف على المنتخب الليبي والاتحاد الليبي لكرة القدم يرى انها عقوبات متوقعة ولم تكن مستغربة فما حدث خلال وصول منتخب نيجيريا كان مقصودا بالفعل منوها الى ان التحدي الحقيقي هو كيف سيكون لنا القدرة على اثبات إن هذه ردة فعل ناتج عن فعل مماثل قام به الفريق الخصم خلال مباراتنا في نيجيريا.
واضاف انه سمع مثل الكثير من الوسط الرياضي في ليبيا أن الاتحاد الليبي لكرة القدم استأنف ضد الاتحاد الإفريقي لكرة القدم وقرر التصعيد أيضا ربما لنقل القضية أبعد من ذلك إلى الاتحاد الليبي لكرة القدم معتبراً ان هذه خطوة جيدة ويشجعها بدون شك ، آملاً أن يكون الملف الليبي المقدم للاستئناف في هذه القضية ملف متكامل يغلق الباب أمام كل الثغرات التي استغلها الاتحاد النيجيري لكرة القدم.
ويشدد على ان هذا التصرف من الاتحاد الليبي هو تصرف جيد ويجب تصعيد هذه القضية إلى أقصى حد ممكن فإن لم تنتهي بالعدل والإنصاف نكون قد اكتسبنا خبرة وتجربة جيدة في هذه المواقف التي يجب أن يتم تقييمها والاستفادة منها بأفضل صورة ممكنة.
وينصح أن يتم الاستفادة من بعض المحامين ذوي الخبرة والكفاءة العالية في مثل هذه القضايا خصوصا من مصر وتونس والمغرب والجزائر وجنوب إفريقيا لما لهم من خبرة كبيرة ونفوذ في الاتحاد القاري والدولي مشيراً ان الحقوق تُنتزع بالإصرار وعدم الاستسلام.
مصطفى خليفة يقول بالنسبة للقرار، كان متوقعًا ، بل توقعت ما هو أسوأ، خاصة أن نيجيريا واتحادها يمتلكان نفوذًا كبيرًا في الكاف، إلى جانب شهرة عدد كبير من لاعبيها الذين يلعبون في الدوريات الأوروبية، ما ساعدهم في تحويل ما حدث لهم في الأبرق إلى قضية دولية حظيت بتعاطف واسع من جماهير كرة القدم.
في المقابل، عندما تعرضنا لنفس الظروف، بل وكانت المصاعب والخطر أكبر، لعبنا المباراة في نيجيريا دون تقديم أي شكوى، بخلاف ما قامت به نيجيريا.
من جهتي، ويشير انه مع مبدأ المعاملة بالمثل. ويوضح “صحيح أننا خسرنا 3 نقاط وسنلتزم بعقوبات الكاف مكرهين، لكن هيبة الليبيين يجب أن تُسترد، فقد تعرضت منتخباتنا وأنديتنا لمعاملات مماثلة عدة مرات، ولم يلتفت أحد لنا، على عكس ما حدث مع نيجيريا”. و بخصوص التغيير في الاتحاد، يرى أن التغيير لن يحدث فارقًا كبيرًا؛ فالعقلية الليبية متقاربة، ولا يعتقد أنه سيكون هناك فرق كبير عمّا هو عليه الوضع الحالي.
ويقول تركي احمد انه يجب أن ندرك أن المسابقات الرياضية سواء المحلية أو القارية تنظمها قوانين ولوائح وفق الحدث الذي وقع، وعلى أساسها يتم فرض العقوبة. منوهاً على ان لا ننسى أن هذه اللوائح قد تنطبق على الاتحادات التي تفتقر للقوة والنفوذ دون غيرها في حدث آخر مشابه.
مشيراً الى ما يعتري الكاف من فساد وتلاعب حسب مزاج القوى الفاعلة بأروقته. وأضاف انه من المفترض من اتحاد الكرة الليبي أن يتقدم باحتجاج شديد اللهجة على المعاملة السيئة التي تعرضت لها بعثة منتخبنا الوطني لكرة القدم في حينها، لكن حسب ما علمت، فإن اتحاد الكرة استيقظ متأخراً وقام بمخاطبة الكاف بعد فوات الأوان.
ويرى ان الاتحاد النيجيري ” لعبها صح” وقام بما كان يجب أن يقوم به الاتحاد الليبي. واوضح ان الأنظار كلها تتجه صوب اتحاد الكرة ونتناسى الجهة التي كانت سبباً في انتخاب أعضائه، وهي الجمعية العمومية.
من هنا يجب أن يبدأ الإصلاح بأنديتنا التي تمثل بعضها الجمعية العمومية وتنتخب الاتحادات الرياضية، سواء في كرة القدم أو غيرها. وأشار الى انه يجب إحداث خلخلة داخل الأندية الرياضية، ووضع ضوابط وشروط حازمة تحترم الكفاءة وتفسح لها طريق العمل بما يخدم المؤسسات الرياضية بمسؤولية. بالتالي، حتماً سنرى مخرجات طيبة لمن يمثلون الاتحادات الرياضية وفق ضوابط تبعد من لا علاقة لهم بالعمل الإداري الرياضي وهواة الكولسة.
*ويشاطر عبدالله بن يوسف رأي مصطفى خليل فهو يرى ان القرار متوقع بسبب ان ليبيا ضعيفة في تمثيلها للشخصيات الرياضية في داخل اروقة الكاف عكس نيجيريا التي لها نفوذ أكبر بالإضافة إلى ان ليبيا لم تجد طريقة لإيصال صوتها بلاعبيين محترفين في كبريات الدوريات الأوروبية على غرار لاعبين نيجيريا مما ساهم في إيصال صوتهم والتأثير على الرأي العام ويعتقد ان تصرف ليبيا لرد اعتبارها تصرف صحيح رغم التبعات .
مشيراً الى ان الكرة الليبية ليست لها انتصارات تجعلك تخشى العقوبات حتى لو تم حظر الملاعب الليبية فالمهم هو كرامة ليبيا. ويرى بن يوسف سبب هشاشة الاتحاد الليبي ومعانته من العديد من التخبطات هو تأثره بصورة أو بأخرى بالإنقسام السياسي فلذلك يمكن لومهم وعذرهم في ذات الوقت موضحاً ان كل مؤسسات الدولة تمر بلحظات ضعف ليس في فقط الاتحاد الليبي ويضيف انه مع ذلك الاتحاد حاول التقليل من العقوبات وبذلو مجهود
واشارو إلى أسباب ما حصل منوهاً انه ربما يعاب بسبب عدم توثيق ماحصل بشكل رسمي على غرار الاتحاد النيجيري, مشيراً إلى ان الكرة الليبية تحتاج إلى وقفة جادة لإصلاحها و تغيير مفهوم الكرة بليبيا فيما يتعلق بإعتماد الأندية على الدولة في مصروفاتها وتمويلها بالميزانيات والنظر للنوادي بأنها جمعيات خيرية تأوي الشباب فقط فالاندية في العالم هي من ترفع إقتصاد الدولة وليس العكس فالدولة هي من تحتاج إلى النوادي في رفع اقتصادها. *
يونس عبدالسلام يرى أيضا ان القرار متوقع في أواسط الصحفيين و المحللين إذ ان علاقة نيجيريا بالكاف معروفة انها علاقة قوية ويوضح انه عاطفيا يعتبر الرد الفعل الليبي هو رد كرامة و اعتبار ولكن بعيداً عن العاطفة يرى انه تصرف خطأ وغير مدروس والإجراء كان قاسي وهذا مايدفعه أن يقول ضعف الإتحاد الليبي وعدم قدرته على مجارات الأحداث ورفع شكوى رسمية كذلك عدم قدرته على اخذ حق كل ليبي سواء في المنتخبات او الأندية كان السبب الأساسي في تعرض ليبيا لهذا القرار.
و يتابع قائلاً انه في المجمل وللإنصاف القرار كان متوقع نظرا لضعف الاتحاد الليبي السيئ وردود أفعاله ضعيفة حتى إيصال ماتعرض له المنتخب الوطني في نيجيريا على وسائل التواصل الاجتماعي كان متأخراً جدا موضحاً ان هذا يرجع لضعف الاعلام في المنتخب الليبي معتبراً ان هذه نقطة مهمة يجب الحديث عنها ومعالجتها فالاعلام الليبي لم يستطع الحصول على الصورة بشكل كامل وسريع عكس المنتخب النيجيري الذي لديه إعلام قوي بالإضافة إلى عدم احتجاج الاتحاد لما حدث مع بعثة المنتخب من عرقلة وسوء معاملة وابتزاز وتعريض حياة البعثة لخطر وسط غابات نيجيريا الخطرة.
ويرى عبدالسلام ان الحل الوحيد لإصلاح الكرة هو القضاء على ما أعتبره “ورم متفشي في الكرة الليبية خاصة في كرة القدم وهو ما يسمى بالاتحاد الليبي” الذي لم يقدم شي خلال سنوات العجاف الطويلة الا ضعف في التنظيم وادارة البطولات ما أدى الى عدم تطور الأندية والمنتخب في المشاركات الأفريقية والتمثيل الخارجي مطالباً برحيل هذا الاتحاد الفاسد حسب وصفه *
مصطفى بعيو يقول “ما هكذا تورد الإبل يا اتحادنا”… أولا أقف مع منتخبنا وكل من يمثل بلادنا ولا أرضى أن تساء معاملة أي ليبي ما بالك إذا كان موفد لتمثيل البلد، كان يجب استنكار ما حصل في نيجيريا في حينها والاحتكام فورا للكاف، ولكن رُد الصاع صاعين لبعثة المنتخب النيجيري، الذي أحسن التصرف حينها وظهر بمظهر المغلوب على أمره، المشكلة ليست هنا فهذه التصرفات الطائشة تصدر من أي أحد ”
ويتابع ” في الحقيقة أستغرب خروج مسؤولين غير مسؤولين في القنوات التلفزيونية وقولهم بأن المنتخب الليبي تعرض لظروف مشابهة وهذا رد فعل لما حصل سابقا في نيجيريا، كان من المفترض استنكارهم لما حصل و تبرؤهم من هذه الأحداث وأنها خارجة عن إرادتهم واختصاصهم”.
ويرى ان حجة المنتخب النيجيري كانت أقوى لدى الكاف، ويجب على الاتحاد الليبي تحمل مسؤولية أخطائهم، وأن يتحلوا بالحكمة “فلقد حشمونا”. !
* عادل بن سلمي لم يختلف كثيرا في رأيه عن زملائه اذ يقول “بعيداً عن العاطفة قرار الكاف بخصوص مباراة منتخبنا الوطني مع منتخب نيجيريا لم يكن مستغرباً لاننا منذ ان سافر المنتخب الى نيجيريا لم يتعامل مع الظروف المحيطة بشكل قانوني حيث لم نقدم أي احتجاج عن سوء المعاملة هناك قبل خوض المباراة “.
ويواصل “مهما كانت العقوبة مستقبلاً أي سوء معاملة او تأخير في أي مطار في الدول الأفريقية علينا ان نقوم بالاجراءات القانونية التي تضمن حقوقنا لأن القرار الذي صدر من الكاف ليس قوة من الاتحاد النيجيري بل ضعف في التعامل إدارياً من قبل الإتحاد الليبي” .
ويشير ان اصلاح الإتحاد في إختيار او انتخابات كفاءات مؤهلة تستطيع التعامل مع مثل هذه الظروف وايضا وضع خطط وبرامج تساهم في تطوير اللعبة وعودتها على المنافسة قارياً. .
ويشار ان الاتحاد الليبي لكرة القدم أكد إنه سيلجأ إلى محكمة التحكيم الرياضية، إذا اقتضى الأمر، للاستئناف ضد قرار الاتحاد الإفريقي (كاف) باعتبار المنتخب خاسراً رغم انسحاب نيجيريا من مواجهتهما. واشتكت ليبيا من تعرض منتخبها لمضايقات في مباراة الذهاب بين المنتخبين في نيجيريا،
ونشر الاتحاد بعض اللقطات التي وصفها بأنها “غير إنسانية”، ومع ذلك أصر الفريق على خوض المباراة وخسر بهدف وأبلغ عبد الناصر أحمد رئيس الاتحاد الليبي شبكة “بي.بي.سي سبورت إفريقيا”: “لا يمكن منح النقاط بهذه الطريقة. إنها واقعة لا سابق لها في تاريخ الكرة الإفريقية. من ينسحب من مباراة ملغاة يجب اعتباره خاسراً”.
وأضاف أحمد “نؤمن بعدالة شكوانا. سنرى ماذا سيفعل الكاف بعد تقديم الاستئناف، وسنلجأ للمحكمة الرياضية، ولن نستسلم”. وشدد رئيس الاتحاد الليبي على أن الكاف اختار عدم تقييم الوضع الحقيقي. وتابع “مسار الطائرة تم تغييره لأسباب فنية ولوجستية متعلقة بالملاحة الجوية”.
وتملك ليبيا نقطة واحدة تحتل بها المركز الأخير في المجموعة الرابعة متأخرة بأربع نقاط عن كل من بنين ورواندا، فيما تتصدر نيجيريا الترتيب بعشر نقاط قبل جولتين من النهاية. وتحتاج ليبيا إلى الفوز في آخر مباراتين على رواندا ثم بنين للحفاظ على آمالها في بلوغ النهائيات المقامة في المغرب العام المقبل.