بقلم :: عبد الرزاق الداهش
الكاريكتر الذي نرسمه لشخصية عقيلة صالح، هو في الحقيقة لا علاقة له بشخصية عقيلة صالح.
الرجل شخصية مراوغة، مخاتلة، شرسة، لديه شراهة عالية للسلطة، أي غير ذلك البرتوريه الذي نحتناه عبر انطباعاتنا عليه ، كشخص ضعيف، وبدون طموح، ومتقلب، وأكثر بدونة.
عقيلة أكثر من شخص واحد في شخص واحد.
في المساء يتكلم عن عذابات المواطن، وفي الصباح يٌنزِل ركاب طائرة الخطوط الليبية من مقاعدهم، ليسافر بها إلى برازافيل غير آبه بمعاناتهم.
في المساء يلوم النواب عن عدم حضور الجلسات، في الصباح يرسل من يتحرش بهم في مطار طبرق، هذا غير تعطيل الجلسات.
في المساء يتحدث عن ليبيا الواحدة، وفي الصباح لا يكلف نفسه حتى كي يرى مكان طرابلس، أو سبها، أو اجدابيا على الخارطة.
في المساء يقول أنه مع توحيد المؤسسة البنكية، وفي الصباح يتعامل مع حبري علنا، ومع الكبير سرا، ويعرقل جلسة التصويت على محافظ واحد لمصرف لا يمكن أن يكون اثنين.
في المساء يظهر أنه مع الجيش، وحتى يقول سيدي القائد العام، وفي الصباح لا يرد حتى على هواتفه.
يرفض مجلس الدولة، ويرفض المجلس الرئاسي، ويرفض لجنة صياغة الدستور، ويرفض الانتخابات، هو ليس (سنفور غضبان)، بل هو في الحقيقة لا يرفض أحد، ولكنه لا يقبل إلا بنفسه.
مشكلة عقيلة أنه يريد أن يكون رئيسا للمجلس الرئاسي، وهو على تواصل مع السويحلي من لقاء روما، وإلى ما بعد برازافيل، ليكون هو الرئيس، وعبدالرحمن السويحلي نائبا له.
يقود مؤسسة تنتسب إلى عصر ما بعد العشيرة، ولكنه يرى ليبيا قبيلة من العبيدات، ولا يرى العبيدات قبيلة من ليبيا، مع تقديرنا لقبيلة العبيدات العريقة.
الرجل هو جزء من المشكلة، ولا اتصور أن غسان سلامة سيحوله إلى جزء من الحل.