- عذرًا أيها المغترب
سليمة بن حمادي
كانت (تلك السيدة) هي الدليل والمترجم حينما زرت إحدى البلاد رفقة ذلك الفريق لغرض السياحة ممثلين بلدنا.. الابتسامة لم تفارق مُحياها وسعة الصدر لم تخذلها في سبيل خدمة الجميع طيلة وجودها رفقة الفريق.
تسكن عيونها الكثير من الأشواق. وحنين عارم كأني أراه يسكن الأحداق.
(الحنين إلى الوطن ) حكاية لا يدرك معانيها سوى المغترب ويالا حكاية المغترب من حكاية…. قد تختلف مع أصحابهم الأسباب ولكنهم يتحدون في نقطة المشاعر…..مشاعر تعني القسوة (بذاتها )رغم المكابرة أحياناً و ادعائهم بعدم الاكتراث أمام الجميع رغم عزمهم بأهداف مرجوة حين شدهم الرحيل عن وطنهم ذات يوم… أو حالة غضب زارت مشاعرهم وكانت لها أسبابها ذلك الحين … أو حالة قاسية كانت دافعا لهروبهم …. أو .. أو .. أو
مهما كانت الأسباب فالحنين واحد والأشواق لا تتجزأ ..رائحة عطر الوطن بكل متناقضاته يظل أروع أنواع العطور شذاه
رفقا أيتها الغربة القاسية على حنايا أفئدة قاطنيك.
نعم كل سبل الحياة متاحة…
والغيرة تنهش قلبي كلما حطت عيني على أمر أجد نقيضه سلبا في وطني ..ولكني لا أجرؤ على الحياة من دونه..ولا أقوى على مشاعر أراها مشعة في لقاء مغترب من شوق يسكن وجدانه رفقة معيشة السيد فيها المادة بكل تفاصيلها
رغم المحنة التي يمر بها وطني و ضنك العيش الذي زارنا منذ سنوات..
ولكني أعيش في كنفه
فأنا أعلنها بصدق (جبانة) لا أقوى على العيش بعيدا عنه ولا أقوى على حياة الاغتراب…اللهم لا تكتبها عليّ وعلى الغالين عليّ.