إعداد حسان الجودي
خورخي ماريو بيدرو فارغاس يوسا (بالإسبانية: Jorge Mario Pedro Vargas Llosa، ولد في 28 مارس 1936، أريكويبا، بيرو) روائي وصحفي وسياسي بيروفي حاصل على الجنسية الإسبانية . حصل على جائزة نوبل في الأدب عام 2010 . برز في عالم الأدب بعد نشر روايته الأولى “المدينة والكلاب”. التي نال عليها جوائز عديدة منها جائزة “ببليوتيكا بريفي” عام 1963 م وجائزة “النقد” عام 1998 م. وقد ترجمت إلى أكثر من عشرين لغة أجنبية. وتتالت أعماله الروائية، وتعددت الجوائز التي حصل عليها، وقد كان من أشهرها حصوله على جائزة ثيرفانتس للآداب عام 1994 م، والتي تعد أهم جائزة للآداب الناطقة بالإسبانية. . في كتابه “رسائل إلى روائي شاب” , يقدم ماريو بارغاس يوسا الكثير من المعلومات المهمة للروائي الشاب في حديث شيّق يتخلص في عدد من الرسائل الأدبية لتوضيح وجهات نظرة في عالم الرواية . ومن هذه الرسائل ما تتحدث عن الكتابة بحد ذاتها والكاتب حيث قال يوسا : ” بأن الكاتب يشعر في أعماقه بأن الكتابة هي أفضل ما يحدث وما يمكن أن يحدث له , لأن الكتابة في نظره هي أفضل طريقة ممكنة للعيش بصرف النظر عن النتائج الإجماعية أو السياسية أو الإقتصادية التي يمكن له أن يحققها من خلال ما يكتبه ” . ويقول يوسا : ” أظن أن من يدخل الأدب , بحماسة من يعتنق ديناً , ويكون مستعداً أن يكرس وقته وطاقته وجهده , هو وحده من سيكون في وضع يمكّنه من أن يصير كاتبا ً حقاً , وأن يكتب عملاً يعيش بعده ” .
وفي رسالته الثانية كتب : ” بأن الأدب هو أفضل ما تم اختراعه من أجل الوقاية من التعاسة “. وأضاف أن : ” أن أصل كل القصص ينبع من تجربة من يبتكرها , وأن الرواية بالتأكيد تكون على الدوام سيرة حياتية مستترة لمؤلفها ” , وأنها تعتمد على الظروف والأحداث التي تركت أثرا ً في ذاكرة الكاتب .” ومن التعريفات الجميلة التي ذكرها يوسا حول فكرة الرواية هي ” أن الرواية كذبة تحاول التظاهر بأنها حقيقة ” وهنا تعريف في صورة شعرية أدبية جميلة جدا . وتحدث يوسا في رسالته الثالثة عن القدرة الإقناع في الرواية مركزا ً على الشكل في الرواية وأنه الأمر المحسوس فيها أكثر من سواه . وأن الرواية تتجسد وتتخذ طبيعتها الملموسة من خلال شكلها . وأن قوة الإقناع في الرواية تسعى إلى تضييق المسافة الفاصلة بين الوهم والواقع . أما الأسلوب في الرواية فكان حديث الرسالة الرابعة التي أرسلها الأديب يوسا إلى صاحبه حيث بين جوهرية عنصر الأسلوب في الرواية , وأنه من أهم العناصر وربما يكون العنصر الوحيد في الرواية حيث أنها مؤلفة من كلمات تحتاج إلى قوة اختيار وصياغة وترتيب وهو الأمر الذي يجعل من الرواية تمتلك قوة إقناع أم لا . وفي سؤال ” من سيروي القصة ؟ ” يأخذنا ماريو يوسا في رسالة التالية في حديث شيق عن الراوي في الرواية وما هو الضمير المستخدم في روي الأحداث هل هو المتكلم ( أنا ) أم الغائب ( هو ) أم شخص ملتبس وما دلالة كل حالة وفائدتها مع ضرب الأمثلة في عدد من الروايات لشرح رأيه ودعمه لصاحبه كما ينطلق يوسا في الحديث عن عنصر الزمن في رسالته السادسة موضحا ً الأهمية الكبيرة لهذا العنصر الحيوي في فن الرواية حيث أن الزمن مظهر لا يقل أهمية عن الشكل السردي ولا عنصر المكان بلا زيادة أو نقصان ولا عنصر الأسلوب أيضا . وأضاف حديثا ً حول الواقع في الرواية وكيف يمكن تصنيفها كرواية من الواقع أو اللاواقع أو من الواقع الفانتازي وإلى آخر ذلك من التصنيفات الأدبية للرواية .
وعن التنقلات في الرواية تحدث يوسا لصاحبه موضحا ً أهمية هذا الأسلوب أو التقنية الحرفية في صياغة الرواية وكيف أن التنقلات بين زمن وآخر ومن ضمير متحدث إلى آخر في الرواية ومن مكان إلى آخر ومن حدث إلى آخر له الأثر الكبير في عملية الإقناع عند القارئ له أهمية كبيرة في جودة الرواية بشكل عام . ويوجه أخيراً يوسا عدداً من النصائح لصديقه حول النقد الأدبي مضيفاً جملة تستحق التركيز وتسليط الضوء عليها هنا حيث قال : ” لا يمكن لأحد ٍ أن يعلم أحداً الإبداع , وأقصى ما يمكن تعليمه هو القراءة والكتابة . وما تبقّى يعلمه المرء لنفسه بنفسه . وهو يتعثّر ويسقط وينهض دون توقّف ” .