اعداد – خديجة حسن
إذا صنعت معروفًا أو اجتهدت في عمل ما فلا تنتظر الشكر من أحد، واعلم أن البشر قد قصروا في الشكر تجاه الخالق U وهو الذي رزقهم وأسبغ عليهم نعمه الظاهرة والباطنة. فما كان من أكثرهم إلا الجهود والنكران، فهل تنتظر أنت أيها الإنسان أن يشكرك أمثال هؤلاء البشر….؟!
** اخي المسلم تعلمنا دروسًا كثيرة من هذه الحياة، ومن أهمها:
· العمل من أجل الله U وإخلاص النية له سبحانه وتعالى؛ فهو وحده من يستحق أن نصرف إليه جميع الأقوال والأفعال الظاهرة والباطنة، ولا ننتظر الشكر من أحد.
· هناك العديد من البشر حينما يجتهدون في مكان معين وتنتهي مدة عملهم بعد جهودهم الواضحة، ويتركون هذا المكان لا يجدون من يشكرهم، ويندمون على العمر الذي ذهب وضاع منهم في خدمة هذا المكان، وكأنهم يجهلون أن رضا الناس غاية لا تدرك، وعندما لا يجدوا الشكر من البشر انقلبوا على أعقابهم، وامتنعوا عن خدمة الآخرين، وأخذوا يعملون فقط من أجل ذواتهم، وهنا تقع الكارثة، ويصبح كل شخص يسعى إلى العمل من أجل مصلحته الشخصية فقط، وتلك هي الأنانية، والأنانية معول يهدم أركان المجتمع إذا انتشرت بين أفراده.
· مما لا شك فيه أن شكر الناس على جهودهم حتى وإن كانت قليلة واجب علينا، وهو من الذوق المتعارف عليه، ومن لا يشكر الناس لا يشكر الله.
· تُرى.. لماذا افتقدنا هذا الجانب؟ أو بمعنى أصح: لماذا يقصر البعض في هذا الواجب، ويتجاهلون جهود الآخرين؟
· لماذا افتقدنا روح الوفاء والاعتراف بالمعروف لأهل الفضل والثناء؟
· لما سيطرت الدكتاتورية علينا، فأصبحنا ننكر جهود الآخرين لمجرد عدم ارتياحنا لهم أو تمكن الحسد من قلوبنا؟
أسئلة عديدة تداخلت في داخل مسارات عقلي وتضاربت عندي الإجابات، ولكني أتمنى أن أجد إجابة مقنعة لتلك التساؤلات العديدة.
· النكران والجفاء وكفر النعمة غالبة على بعض النفوس، فلا تنصدم إذا وجدت هؤلاء قد كفروا جميلك، وأحرقوا إحسانك، ونسوا معروفك، بل ربما رموك بمنجنيق الحقد الدفين، بل ربما نصبوا لك العداء، ولا شيء إلا لأنك أحسنت إليهم، وحسدوك على ما آتاك الله من فضله: ]أَمْ يَحْسُدُونَ النَّاسَ عَلَى مَا آتَاهُمُ اللّهُ مِن فَضْلِهِ[ [النساء: 54].
· اعمل الخير لوجه الله تعالى، واصنع المعروف لكل الناس قدر استطاعتك، ولا تنتظر الشكر من أحد: ]إِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللَّهِ لَا نُرِيدُ مِنكُمْ جَزَاء وَلَا شُكُورًا[ [الإنسان: 9].
· اجعل همتك دائمًا عالية، ونظرتك ثاقبة، ونيتك خالصة، وعزيمتك صادقة، وحقق الإنجاز تلو الإنجاز، ولا تلتفت لأعداء النجاح؛ لأنهم لا يعملون أبدًا؛ لأن قدراتهم بسيطة لا تواجهك ولا تسايرك، وكذلك لا يريدون غيرهم أن يعمل حسدًا من عند أنفسهم .
نعم، لا تنتظر الشكر من أحد، ويكفي ثواب الرب الصمد، وما عليك ممن جحد وحقد وحسد. و اجعل ثقتك بالله وحده فليس لها مثيل، وتوكل على الله حق التوكل فإنه على شيء وكيل, استغل حياتك في ذكر الله وشكره وحسن عبادته، وبالتالي ستجد كل ما فيها جميل.
أراد إخوة يوسف u أن يقتلوه «فلم يمت»!!
ثم أرادوا أن يمحوا أثره «فارتفع شأنه»!!
ثم تم بيعه بثمن بخس ليكون مملوكًا «فأصبح ملكًا»!!
ثم أرادوا أن يمحوا محبته من قلب أبيه «فازدادت»!!
«فلا تقلق – أخي المسلم – من تدابير البشر، فإرادة الله فوق إرادة الكل». قال تعالي:-
] فَعَسَى أَن تَكْرَهُواْ شَيْئًا وَيَجْعَلَ اللّهُ فِيهِ خَيْرًا كَثِيرًا[ [النساء: 19].