محمود السوكني
هاقد بدأ الإجتياح ، بدأ الزحف البري للقوات الصهيونية للجنوب اللبناني مقدمة للمشروع الصهيوني للدولة المزعومة من النيل إلى الفرات ، الحلم الذي يعشش في العقل اليهودي ويعتقد أن الوقت قد حان لتحقيقه خاصة وأن الهوان يدب في أوصال أمة العرب ، قضت حكومة النتن على فلول المقاومة في غزة أو هكذا خيل لها وإلتفتت إلى عضدها في جنوب لبنان ، خاصة وأن الحليف -إيران- تأخر كثيراً في الرد على الصفعة التي تلقاها بإغتيال ضيفه الكبير -إسماعيل هنية- ولم تكتف بتفجير أجهزة الإتصالات -البيجر- ولا اكتفت بسلسلة الإغتيالات التي شملت قيادات حزب الله بما في ذلك أمينه العام ، ولأنها إستسهلت المهمة مع نزوح أبناء البلد وإلتزام الجيش الوطني الحياد مثله مثل قوات الأمم المتحدة ! وبدأت بعض الأصوات اليهودية تطالب بضم الجنوب اللبناني إلى داخل دولة الإحتلال لضمان أمن المستوطنين في الشمال . جرى كل هذا بسبب تأخر إيران في الرد على تطاول العدو وهو ماكبّدنا كل هذه الخسائر . الٱن وقد إنتفض المارد الإيراني ليثأر لكرامته وقام بعد لأياً بإرسال مائتي صاروخ على عدو يملك في حوزته مائتي قنبلة نوويّة ، وتقف إلى جواره وتسانده بثقلها العسكري أعظم قوة في العالم ، ويتواجد خمسون ألف من جنودها وبوارج حربية بكامل عتادها على أهبة الإستعداد للمساندة والتدخل إذا لزم الأمر ، ومعها أذنابها من الدول الغربية بكل ما اوتوا من قوة ، وهم لا يخفون ذلك أو يخجلون من ذكره بل هم يجاهرون علناً بوقوفهم مع صنيعتهم هذا الكيان المسخ ، أمام كل هذا لايمكن أن نطلب من إيران أكثر من ذلك ، خاصة وأن إيران تخشى أن يستهدف العدو مشاريعها النووية التي تتكثم عليها .
ماكان للعدو أن يتجرأ إلى هذا الحد إلا لأن حكومته مطمئنة إلى وقوف حلفائها إلى جانبها ، وهو ما أكدته الأحداث المتسارعة ، لقد ثبت أن الأمريكان والإنجليز قامت دفاعاتهم بصد أغلب الصواريخ الإيرانية قبل وصولها إلى أهدافها ، وأن الدولتين وبقية دول أوروبا إستنكروا الهجوم الإيراني (الذي يساهم في تأجيج الوضع ) وكأن ماتفعله دولة العصابات الصهيونية يساعد على تكريس السلم العالمي .
لن يقف قطار الموت عند هذا الحد ، فالمخطط الصهيوني أوسع من ذلك بكثير ، ولمن يجهل تفاصيل ذاك المخطط عليه أن يقرأ ويبحث في شتى المصادر العلنية والمتاحة للجميع والتي تؤكد بوضوح شديد أن الصهاينة عازمون على تحقيق مٱربهم في بناء دولتهم الكبرى المزعومة بمباركة الغرب ودعمه الكامل ، والعرب والمسلمين خارج حساباتهم مادام النوم يستغرقهم !