صلاح الدين إبراهيم
في هذه الايام تراودني بعض الافكار واسعى بالفعل لتنفيذها ولعلى اهمها هو تعليق لوحة كبيرة بمدخل الملعب البلدي لمدينة سبها ..
ظلت هذه الفكرة تهاجمني في كل حين حاولت سد أذني عنها و قررت أن اشغل تفكيري بأمر آخر ، تسألني بنات افكاري عن موعد انتهاء تلك الصيانة التي دخلها ملعب سبها ولم يخرج منها وكأنها نفق مظلم لانهاية له ، ازدادت حيرتي وحاولت إسكات الفتيات حتى لا اظهر أمامهن بمنظر الغافل الغبي .. ماعلينا بما فعلوه الفاسدين (كل نفس بما كسبت رهينة) ..
الفكرة لا تبرح مكانها و مصممة على إزعاجي بل انها ملكتني و سيطرت على كل حواسي فقررت حينها الذهاب إلى الملعب البلدي بالفعل و وقفت أمام بوابته المسدودة بجدار إسمنتي لا يبدو أنه سيسقط قريبا، لم أتزحزح من مكاني لساعات و أنا احاول اختيار المكان المناسب لتعليق اللوحة الكبيرة ، لوحة نطلق عليها لوحة الخيبات تحتوي جدول ترتيب منافسات كرة القدم في كافة الدرجات و الفئات..
في الممتاز لن تجدنا من الاساس و لو وضعنا السنوات الماضية ستجدنا في ذيل الترتيب مطأطئين رؤسنا و منكسرين اما باقي الدرجات ستجدنا بالفعل موجودين نكمل العدد ونمنح النقاط للاخرين ، وفي اطراف اللوحة وبمحاذاة الترتيب سنرسم وجوه بلا ملامح ونكتب عليهم ممثلين الجنوب ..
بهكذا ستكون اللوحة منقوصة في نظر الاخرين ولكن في الحقيقة هي مكتملة في نظر الجنوبيين فنحن بالفعل لم نعرف الوجه الحقيقي لهؤلاء الممثلين فهم يظهرون لنا مالا يبطنون .
ما طلبنا منهم شراء ذمم الحكام أو منحنا النقاط بدون عمل أو عناء بل إن مطلبنا هو التوقف عن المتاجرة بنا و بيع وشراء أصواتنا في محافل تنصيب اتحاد كرة اقل مايقال عنه بانه اتحاد هواة..
ليعلم ساكنين غرب البلاد وشرقها بان هؤلاء ينتمون إلى صالات استقبال الفنادق وحجرات الانتظار بالوزارات بل انهم يقدمون خدمات للمقاهي في النوفلين و الظهرة اكثر مما يقدمونه للرياضة بالجنوب ..
عن اي ملامح تتحدثون وكيف سنعرف ملامحهم ونحن لانراهم في اي بطولة او تكريم؟
اخبروني ماذا قدموا لنا وماذا مستقبلاً سيقدمون فاقد الشيء لا يعطيه فهم مفلسين فكراً و مادة و كونوا واثقين بان اي فكرة ستطرح من قبلهم ماهي إلا اوامر و إملاءات وما سيمنحونه لكم من مرافق او منشآت سيخصم منه مئات الدينارات وسيذهب إلى جيوب المتنفذين و الفتات سيرمى لهم ليشتروا العقارات ويعمروا جنوب العاصمة بدلاً من جنوب البلاد..
مالفائدة من تعليق اللوحة وكيف سيراها المواطنون اذا كانت الحقائق ظاهرة للعيان وهم عنها متغاضين.
خيبات لا استثني منها احد كلهم بدون استثناء سبب مانحن فيه من نكسات وانهيار يدعون بانهم لنا ممثلون وهم لنا مستغلون وبأسماء أنديتنا متاجرون ويتقاسمون الحصص المخصصة لنا و بواجباتهم تجاهنا يتشدقون ، لا مجال للصمت و السكوت وقد حان وقت هدم منظومة العالم القديم “فسادكم”
و إظهار ملامحكم وكشف حقيقتكم ومهما حاولتم فنحن مستمرون وبمبادئ الصحافة مؤمنون فالصحافة هي آلة يستحيل كسرها، وستعمل على هدم العالم القديم حتى يتسنى لها أن تنشئ عالمًا جديدًا خالياً من فسادكم العظيم..