بقلم :: سالم البرغوثي
يحاصرك الرصاص والضجر والقلق والسواتر اﻻسمنتية والظلم والظﻻم والجيوب الخالية وصراخ الزوجة وقنوات الفتنة وفضائيات تستضيف كل آفاق وكاذب ومتسلق وخائن وعميل ومرتشي وبائع ورد المقابر وكل قاتل متخفي في ثياب ناسك متعبد أو فدرالي يعيش في جلباب جده.
ﻻ شيء في الشارع ينبض بالحياة ويصنع الفارق ..سيارات دفع رباعي تخترق اﻻشارات الضوئية في سرعة الصوت تحمل لوحات هيئات سياسية غير معروفة الوجهه .خلفها سيارات حماية معتمة يمتطيها رجال شرطة بينما ﻻ مراكز شرطة في المدينة.
المصارف والمحﻻت والموﻻت مقفلة إﻻ من إمرأة على التقاطع تتسول .ﻻشيء يعج بالحياة إﻻ المقابر وطوابير المعزيين .
نحن ﻻنفتقد اﻻمن فقط ..نحن نفتقد الهويه ، فتلك الغربة التي نعيشها في وطننا أفقدتنا اﻻنتماء والحب والسﻻم
صرنا ﻻنعلم ماذا يجري ومن الذي يأخذنا إلى المتاهة .صرنا ﻻ نعرف من يقتلنا ومن يقفل المدرسة والطريق ومن يرفع اﻻسعار ويسرق الخبز و من يحرق المؤسسات ومن يطفيء النار .
أفكر احيانا كطفل يسأل عن الموت
من أين يحصل هوﻻء على اﻻرتال الضخمة من السيارات الجديدة .وهذا الكم من الحاويات والعوارض اﻻسمنتية وكيف يقفلون ألف شارع في لمح البصر
أفكر احيانا كمجنون. ، هل ليبرمان الذي اسس حزب (إسرائيل بيتنا) وطني أكثر منا ؟
فهذا الحزب يسعى إلى تقوية العامل المشترك بين مواطني دولة إسرائيل ويدعو إلى عودة المهجرين ويعمل على دعم الشرائح الفقيرة ومنح الحقوق وينادي بفصل السلطات ويطالب بإعﻻن دستور للدولة ويسعى إلى إقامة مجلس أمن قومي لضمان أمن اسرائيل وإعطاء اﻻمن للمواطن اﻻسرائيلي .
ليبرمان رجل يحترم اسرائيليته وإنتمائه ودينه وعرقه وهويته ويخاف على أسرائيل من الضياع بين أحذية العرب .
أﻻ ينبغي أن نتعلم من ليبرمان وحزبه كيف نحافظ على وطن من الضياع لتصبح ( ليبيا بيتنا )