ليبيا من إعلام بائس بصوت واحد ، إلى إعلام مسيس بأصوات نشاز

ليبيا من إعلام بائس بصوت واحد ، إلى إعلام مسيس بأصوات نشاز

ليبيا من إعلام بائس بصوت واحد ، إلى إعلام مسيس بأصوات نشاز[1]

شَهدَ الإعلامُ الليبي ولفترةِ طويلة ، سياسةُ الخِطاب الواحد ، الخاضعُ بشكلِ مطلق للحاكم الذي أحكم قبضتةُ على كل مايُكتب ويقال ،وعلى ماكان يبث ويذاع من صياغة الأخبار إلى المسلسلات،مرورا ببرامج المنوعات وبرامج الأطفال ، كلها لاتخرج عن إطار ومنهج النظام الجماهيري، وهذا تحصيلُ حاصل بإعتبار أن أي نظام يكون فيه الحكم الفعلي بيد حاكم واحد  فسيكون الناتج صوتُ إعلام واحد ، يجتهد كثيرا ليطيل بقدر ما يمكن مدة حكم حاكمه . لذلك عاش الليبي فترةً طويلة وهو يتغنى بالموال الجماهيري   ويصحو وينام على أصواتِ الدعاية الموجهة لخدمة النظام الذي أستلم البلادُ في سبتمر 1969 م وأنتهى في  أكتوبر 2011م.

وقبل نهايةالقذافي بسنوات ، تغيرت الخريطة،بأمتلاكالليبي (للستالايت) كدالةِ قوية على أنه جزء من العالم كله، ويود أن يستعلم عن مايحدت خارج السور، ويعرفمايدور داخل بلاده من خارجها ، فباعَسيارته ، أو قطعة من أرضة ، ليتمكن من ذلك ، حدث هذا وسط سيطرة قوية على الإعلام من قبل الحاكم الذي كان لايملك إلا أن يشارك مواطنيه فضولهم،فخصص مكانا (للدش) خارج خيمتة ، مع محاولاته المتكررة الخجولة لطرح البديل ولكن دون جدوي.

في بداية 2011م ، أعتمد النظام على الإعلام محاولاًمن خلاله حث الليبيين على الصبر ،مؤكداً لهم ، أنهم لو أستكانوا وهادنوا هذه المرة، فستكون الأمور كلها طيبة وكما تمنوا أن تكون من أربعين سنة، ولكن فات الأوان ، وبدأت الحرب الحقيقة بين أعلام محلي فقير بائس ، وأمكانيات متواضعة،وجنود جدد ،يحكون للمواطن بكل ثقة (وصحة وجه)عن المربوط الليبي وحتشبوت والرياح الصفراء ،والأولياء والصالحين الذين يحاربون مع  القذافي ، وبين إعلام خارجيلايتوقف عن الكذب فالقذافي هرب لفنزويلا،، وميناء مزدة الواقعة على أطراف الصحراء تعرض للتدمير ، وفشلوم تقصف بالصواريخ، وشوارع طرابلس مغطاة بالجتت .

وعلى مدى تمان شهور نالت ليبيا نصيباً مهماًفي القنوات العالمية كالسكاي نيوز والسي ان ان،والبي بي سي  وغيرها ،والتي سمت المقاتلين ثواراًونقلت معاركهم وبطولاتهم ، وأمسياتهم مع(شاهي الحرية المنعنع )، دون أن يكلف أحداً نفسه عناء السؤال مامصلحة العرب والغرب كلهم في صراع ليبي ليبي هدفه أسقاط النظام.

سقط القذافي ومات، وأنتهت الحرب بخيرها وشرها ، وغادرإعلام العالم ليبيا وتركها وشأنها ، وأختفى الثوارمن الشاشات ، ولم نعد نراهم في الاعلام الخارجي الا كمليشيات تسطو على المصارف ،وتنهب الطرقات ،أوأمام أبواب السجون القابعين فيها ، وبوابات المستشفيات المطرودين منها كجرحى ، بعد أن سمسر فيهم بعض ضعاف النفوس والحذاق ،وتخلت عنهم الثورة التي بُتِرت أطرافهم من أجلها.

بعدها بقليل ، مرة أخرى وقعت البلاد تحت رحمة الإعلام المسيس،الذي تخلص من قيـودالخطاب الإعلامي الحكومي، ليقع في قبضة رأس المال الخاص،وفي غياب مواثيق شرف المهنة فقد بعض الإعلامين وظيفتهم الأساسية المتمثلة في إعلام الناس بالخبر اليقين ، ليتحولوا إلى أدوات تحقق مكاسب خاصة لملاك القنوات ،وصار لزاماً على المواطن  ،أن يستقبل ويستهلك غصبا عنه مختلف الآراء والتوجهـات ، التي وأن كانت محرمة في الماضي ،ولكن ضررها كانأقل مما يحدث الان ، من تطبيل لتحقيق المنافعالشخصية وأن كانت تتعارض مع مصلحة الوطن.

وهنا عندي سؤال أيهما أنسب لنا أعلام بائس بصوت واحد ، يخدم شخص واحد و لا ينفع أحدأً غيره ،أم إعلام متعدد الأصوات ،يقلب الحقائق وينشر الفتن بأصوات نشاز ليخدم مصلحته فقط ويضر بمصلحتنا جميعا ؟؟؟ هذا مجرد سؤال ولاشىء عليه !!!! .

سالم أبوظهير

[1]مقال سبق نشرة بإذاعة هولندا العالمية القسم العربي

شـــارك الخبر علي منصات التواصل

صحيفة فــــسانيا

صحيفة أسبوعية شاملة - منبع الصحافة الحرة

شاركنا بتعليقك على الخبر :