- عمر علي ابوسعدة / ناشط ومهتم بالشأن الجنوبي
قول مأثور للمفكر والأديب الليبي الراحل المقيم ( الصادق النيهوم ) الشعوب التي تفشل في تشخيص امراضها تموت نتيجة الدواء الخطأ – يحضرني هذا القول والأزمة الليبية في أشد مراحلها ضراوة واستفحال تخطو وهنً على وهن لمؤتمر برلين للبحث عن حل ، بدعوة من المستشارة الالمانية ( انجيلا ميركل ) في أول ديسمبر المقبل بإفادة المبعوث الأممي ( غسان سلامة ) لوسائل الاعلام دعوة لكل الدول والأطراف الفاعلة والمؤثرة في الازمة الليبية دون حضور الليبيين .
فما هي المآلات والمقاصد لمؤتمر برلين دون ليبيين ؟؟! سؤال بسيط لكن يعكس بجلاء قيهب ظلام سجن الأزمة الليبية الحبيسة عند الآخرين !! أم- إن مؤتمر برلين يحاول أن يتجنب أخطاء مؤتمر باريس وباليرمو. فيعمد أولاً على تخفيف حدة صراع الاطراف الخارجية للازمة الليبية فيقرب الرؤى المتباينة قبل انعقاد المؤتمر ، ليحدد خارطة طريق وآلية لحل الازمة – أم أن في الأمر ما بعده. لا قدر الله وليبيا على لائحة البند السابع لمجلس الأمن .
ان تبادل المصالح والمنافع بين الدول ليست مضجع شر ولا نبت شيطان وهو السائد في عالم الاقتصاد والسياسة المعاصرة – لكن يحتاج لمقومات وطنية كالحكم الرشيد وطبقة سياسية تمتلك معايير الكفاءة والحنكة السياسية والنجاعة الاقتصادية والكفاءة الامنية وتغلب مصلحة المجتمع على الفرد ولا تمس جوهر الثوابت الوطنية .
لكن المتأمل بعقل يسير للطبقة السياسية الحاكمة ، منذ سقوط النظام السابق يكتشف بسهولة قد فشلت فشلاً ذريعاً في مخاطبة جذور الازمة الليبية الموروثة ، فصبت عصارة جهدها في التشبث بالسلطة والمال مهما كان الثمن باهظاً ، فرجحت ميزان الدنيا على ميزان الوطن والعدل – امتداداً من المؤتمر الوطني ، وحكومة علي زيدان ، ومجلس النواب ، وحكومة عبدالله الثني ، وصولاً لاتفاق الصخيرات ، وحكومة الوفاق الوطني وحتى هيئة صياغة الدستور – كل هذه الطبقة السياسية مجتمعة انتهت مواقيتها وآجالها المشروطة باليمين فحنثت القسم ولم تنجز إي عمل كلفت به ؟! ، فزهقت ارواح وأريقت دماء فوصلنا إلى ما نحن فيه ولا ندري ما هو آت ؟! – نخبة وصفوة لم تقدم لشعبها سوى الاختلاف والازمات والصراع والمناطقية القبلية !، فهل حقَ للأسرة الدولية الفاعلة أن ترسم خارطة طريق للأزمة الليبية دون الرجوع لأبناء البلد .
خلاصة القول يعتقد المتشائمين أن مؤتمر برلين سيمضي كسابقيه ( باريس- وباليرمو ) دون نتائج تذكر. والمتفائلين يعتقدون سيكون الحجر الذي سيحرك البركة الساكنة للأزمة ، أما الحالمون فيعتقدون أن مؤتمر برلين هو البذرة التي تنبت النماء والسلام – أن الموكد الحل لن يأتي من رحم الغيب ؟؟ فهل سيأتي بأيدي النخبة الوطنية لأبناء البلد ، أم ستظل جميع أسئلة العقل الليبي عن وطنه المختطف مشرعة على مصرعيها دون اجابات