- مختار الورغمي
جمعته الاقدار بتيموما . الكل ينتظر اطلالتها وهي التي تخرج كل صباح من الوادي المقدس وقد جمعت في راحتيها جمال الكون حتى فاقت تازيري جمالا.
حين تهب رياح تيموما تخر تازيري ساجدة في لحظة استثناء تغيب فيها الغيرة ليتكاملا في مشهد سريالي لا تكتبه الكلمات.نبشت في شعر الاغريق واليونانيين حتى وصلت ما قيل في مضارب بني عذرة فما وجدت بيتا جمع بين نعومة تيموما واكتمال تازيري فجلها تشابيه او غيرة لكنني امام اكتمال لوحة نادرة.
تيموما هي أريناس التي زينت حدائق الشعر والنثر فصارت مقصد العشاق يتبركون بها واحيانا يأخذون بعض التمائم والتعاويذ التي ورثتها عن جدتها الاولى كما تقول الاساطير .
حين تطل تيموما يسطع من خدها نور يقول البعض أنه نور الهي وتذكر الكتب القديمة ان تافوكت قد لامست الارض لحظة ميلادها وأهدتها بعضا من جدائلها التي كبرت معها حتى صارت كما هي الان .
تيموما نهر من رقة وحنان تسمع خرير مياهه وهي تنساب بين تاسيلي لتعزف لحنا عاشقا .هي لا تحتاج عطرا لأن نسيمها مزيج من شيح وزعتر ويذكر الرواة أن جدتها الاولى قد عمدتها في جبل الطور لحظة ولادتها فصارت نسائمها مزيجا لا تعرفه محلات شانيل . تاسيلي تركيبة معقدة من رقة الروح وصلابة الجبل وكلما توغلت في اعماقها تهت في ثنايا وطن يجمع كل المتناقضات . هي الفرح في ليالي الصيف الذي يتحول فجأة حزنا جنائزيا قاتلا . هي قلب الطفلة المشاغبة لم يدنسها زيف المدن وهي حينا موج بحر هادر حين تعلن ثورتها.
تيموما عنوان واحد لأشياء مختلفة تشترك في كل الصفات الجميلة . هي مهرة من زمن جميل لا يليق بها فارس من زمن بلا ملامح. هي الاميرة حين تعانق جبهتها السماء وبنظرة واحدة تمسح من خارطة العالم كل الموجودين هكذا تبدو لكن الملامح خادعة فحين تفك شفرتها هي نسمة صيف بعد يوم قائظ.
تيموما يصلي في محرابها الكل ويقدمون لها القرابين لكنها أبدا لا تهتم وتواصل رحلتها ….
* النص يحتوي كلمات أمازيغية