الجهل المقدّس: زمن دين بلا ثقافة (لمؤلفه أوليفييه روا)

الجهل المقدّس: زمن دين بلا ثقافة (لمؤلفه أوليفييه روا)

سالم أبوظهير

ملخص كتاب

 كتاب ” الجهل المقدّس: زمن دين بلا ثقافة ” لمؤلفه أوليفييه روا ، الأستاذ  بمعهد الجامعة الأوروپية  في مدينة فلورنسا الإيطالية، ومدير البحث في المركز الوطني للبحث العلمي ، ومدير مدرسة الدراسات العليا للعلوم الاجتماعية في فرنسا.

 تنال كتب أوليفييه روا شهرة واسعة ، وتتم ترجمتها عن الفرنسية لمختلف اللغات ، وتحظى بأهتمام متزايد في الدول الإسلامية والعربية ، بسبب أعتدال روا ونظرته المختلفة عن الإسلام الراديكالي والعولمة ، وقد سبق أن  ترجمت عدداُ من  كتبه للعربية  منها”الإسلام والعلمانية”، و”عولمة الإسلام”، و”تجربة الإسلام السياسي”،و “أوهام الحادي عشر من سبتمبر”، و ” فشل الإسلام السياسي” وهذا الكتاب ” الجهل المقدّس: زمن دين بلا ثقافة ” الذي نقدم ملخصا موجزاً لما ورد فيه.

دار الساقي نشرت في عام 2012 ترجمة صالح الأشمر لكتاب ” الجهل المقدّس: زمن دين بلا ثقافة ” ، الذي  جاء  في (337) صفحة من القطع الكبير.

الكتاب يحارب ما أسماه بالفكر المتطرف ، ويحاول الأجابة عن سؤال : كيف سيكون المستقبل في ظل تنامي ظواهر العنف وظواهر العنف المضاد والتطرف في المنطقة؟ وللإجابة على هذا السؤال قدم أوليفيه لكتابة بتوطئة ، ومدخل مركز تحت عنوان “الحداثة والعلمنة وعودة الديني”،والحق بالمدخل سبع  فصول، وزعها على  قسمين: تناول في القسم الأول”اندراج الديني في الثقافة” ، وتضّمن القسم الثاني “العولمة والديني”.

 الكتاب تناول ظاهرة تحول الافراد عن ديانتهم الأصلية واعتناقهم لديانة جديدة، أو تحولهم الى افراد لادينيين لايؤمنون بوجود اله في المطلق .  وطرح في كتابه أسئلة عديدة على شاكلة : ، لماذا يصبح عشرات الآلاف من المسلمين، في آسيا الوسطى مسيحيين ؟ وكيف يمكن لكنيسة بروتستانتية أن تتجذر وتجد رواردا لها في المغرب أو الجزائر؟

وتطرق الكتاب لما تشهده الكاثوليكية من انخفاض في عدد المنخرطين فيها  ، وفسر ظاهرة ترك العديد من المسلمين الإسلام وتحولهم للمسيحية ، كما تناول الأعداد المتزايدة التي تعتنق الديانة البوذية في أوروبا.وفي المقابل تناول ايضا ظاهرة اعتناق المسيحيين للدين الإسلامي ، مستعرضا كيف تمكنت بعض الحركات الاسلامية السلفية والجهادية (بحسب تسمية الكتاب) من اجتذاب الاف الشباب من مختلف دول اوربا ، وكيف تم اقناع هؤلاء الشباب تحديداً بترك الديانة المسيحية واعتناق ديانة الاسلام.

 الكتاب تناول موضوع الدين والثقافة والعولمة مبيناً وجهة نظره في أن النتاج الديني، لا يَشترِط معرفة أتباعه به، ويكفي فقط الشعور بالتقديس والانتماء لهذا الدين، مستدلاً على صحة طرحه هذا بوجود الأف المسلمين يحفظون القران الكريم في دول اسلامية غير ناطقة باللغة العربية لغة القران الكريم مثل الهند، وبنغلادش، وإندونيسيا، وأفغانستان، وباكستان وبعض دول وأوربا ، دون أن يفهموا معانيه ، وكيف يحظى بابا نويل في أعياد الميلاد باهتمام أكثر من المسيح عليه السلام.

الكتاب يخلص الى أستنتاج أن” إلغاء الثقافة واللغة لصالح الكلام، هو الجهل المقدس”، ” وأن ” ظاهرة الانتعاش الديني ليست تعبيراً عن هويات ثقافية تقليدية وإنما هي نتيجة للعولمة”.  ويوضح كيف يتم  أنتاج الجهل المقدس؟ ، الذي يرى أنه يتأسس على سيادة المعيار الديني، الذي يجهض أي محاولة لإنتاج ثقافة. وان “عرقنة وأقومة الدين عاملين أساسيين يتم فيهما تحويل الدين الى السياسة ، فتشن الحروب التي تبدو كأنها دينية لكنها في الواقع هي حروب عرقية  أساسها السياسة والشاهد على ذلك بما حدت في حرب البوسنة.

شـــارك الخبر علي منصات التواصل

صحيفة فــــسانيا

صحيفة أسبوعية شاملة - منبع الصحافة الحرة

شاركنا بتعليقك على الخبر :