- أماني الزعيبي
مشغولةٌ بالمستحيلِ
تُرى سأُخلدُ في زماني أم أنا بين الضلوعِ غمامة؟ لاماءَ غير الشعرِ يرويهَا ،
حدائقها لغات، نجمها نزف المجاز.
يامهريّ الأبديّ تلكَ سماؤنا،
أقمارُها الأولى سَيُسبرُ في المواسمِ غورها.
ستفوحُ بالمعنى، بأسرابِ السؤال وفراشة خضراء تفردُ لي جناحَيْها لنعبرَ كوكبا.
الشعرُ كوكبيَ الوحيدُ وحجتي.
والأرض أنثانا الأثيرةُ ترتدي خلخالها الدريّ، خجلى تغزلُ الأمطارَ لي.
يا مهريّ الرعديَّ علّمني سباقَ الضوء علمنّي أساطيرَ الخيولِ، ستركضُ الأشعارُ في شريانه.
والقبّراتُ قصائد الريح التي أدمنتها في البال يحضنهَا السحابُ بثوبهِ الثلجيّ
يصهلُ بالمداءات الظليلةِ ينزوي بالشعرِ مفتونًا بخضرتِه…
الشمسُ شاعرة تطّلُ بشالها الحنطيّ من أعلى الفضاءِ بشرفة الفجرِ الشقيّ وضاده.
النهرُ مرآةُ النباتِ
تَرى الحياةُ دبيبها الرعويّ تكتبُ نصّها للضوء
سيّدة ستغمضُ ليلها للظلّ قافلة
ستحصي خيلها للنخلِ
كان الوقت منسيًّا على ظهر الصحاري
ينشدُ الشعرَ القديمَ ليستعيدَ حنينهُ..
يا حقليّ الضوئيَّ تلكَ مشاتلي الأولى
ستينعُ بالندى
مازلتُ أفلحها بمعولِ غربتي،
ها قدْ صبرتُ تُرى ستثمرُ مثلَ رائحة الروابي،
أمْ ستذبلُ في الطريقِ إلى الخلودِ؟
كأن لي شمسين مثقلتينِ بي؟
لغتي ترتقُ ثقبَ معطفيَّ المهربَ في معاليقِ القوافي، أرتدي فستانَها الموزونَ،
من عصرٍ لعصرٍ،
لستُ أغنية تغني للسماء هنا بلا سقفٍ
أرتبُها اللغات وأعصرُ ضوءها
يا حقليّ الضوئيّ هيئني لميلادِ السواقي والبروقِ وكنْ ملاذي بعدَ أسفار الخيالِ وكن خصوبةَ ما سيبقى من تخومِ تشتتي..
هيئ دهاليزَ الحقيقة وانتظرْ صخبَ الجبالِ تُحاورُ الأقمارَ مثلَ سحابتينِ يؤوبانِ نجومهُ
مشغولةٌ بالضاد، لي في غربة المعنى قصيدة شاعر يأتي من الأغوارِ، رافقني إليَّ
على جناح غمامة
لا لستُ أعرفُ كم سنبقى في البراري كمْ سيسألنا الوجودُ عن الأقاصي،
كم ستجمعنا الضفافُ بلا افتراق،
كم سيجرفنا القصيدُ كما السيولُ، وكم ستجرفنا الرؤى