قَبْلَ الغُروُب

قَبْلَ الغُروُب

  • ثروت سليم

صَبْرَاً فَلَا.. لا تُغلِقي الأبوابا 

فالصَمْتُ يَفْتَحُ للمواجِع بابا

بَقِيَ الكثيرُ ولَمْ يَزَلْ في جُرْحِنَا

 نَزْفٌ.. يَسيلُ مَوَدَّةً وشَبَابَا

لا أنتِ قادِرَةٌ علَى نومٍ ولا

  قلبي ..يُقَاوِمُ غُصَّةً وعَذَابَا

الحبُ فوقَ الكبرياءِ كَرامَةً

قَد كانَ قلبيَ مُخطِئَاً فأصَابَا

عَاتَبْتُ أيامي ولَمْ أَكُ نَادِمَاً

  أني جَعَلْتُكِ قِصَّةً .. وكِتَابَا

والحُبُ عَلَّمني ولَمْ أَكُ عَالِمَاً

 أني ..أُحِبُ سَحَابةً و سَرابَا

لا تُغلِقي الأبوابَ قلبي لَمْ يزَلْ

يُلقي عليكِ قَصيدَةً ..وخِطَابَا

عينَاكِ واعدتا ولم أكُ مُخْلِفَاً 

وَعْدَ العيونِ فَأُغضِبُ الأهدَابَا

كَلِمَاتُكِ الأولَى وصَوْتُكِ لَمْ يَزَلْ

في الروحِ لحناً ساحراً مُنْسَاَبَا

صَوْتٌ رَبيعيٌ.. تَرَنَّمَ واختفَى

وأضَعْتُ فيهِ القلْبَ والأعصَابَا

بَقِيَ الكثيرُ وكنْتِ أرْوَعَ قِصَّةٍ

حَيَّرْتُ بينَ فُصولِهَا الكُتَّابَا

أسعَدْتِ أيامي وكُنْتِ غَزَالَةً

 قد أطْعَمَتْني الشَّهْدَ والأطيَابَا

كفَرَاشَةِ الضَوءِ التي مَالَتْ على

صَدْري ولَم أستَكْشِف الأسبَابَا

فملَأتِ أكوابَ الغرَامِ صَبَابَةً

 ومَلَأْتُ كأسَ العَاشقينَ شَرَابَا

بَقِيَ القَليلُ وليسَ إلا لحظَةً 

حَتَّى نُكَسِّرَ بعدَهَا الأكوَابَا

ونُقَدِّمَ النَعْيَ الذي يَسعَى لَهُ

من ألفِ عَاَمٍ ..مَنْ أرادَ خَرَابَا

بدأ الغُروبُ وقد أتيتُكِ مُعْلِنَاً 

أني أحبُكِ ..مُخْلِصَاً أوَّابَا

لا تَظلمي فالظالمونَ َعلى المَدَى

ندموا وبَاتَ خَيَالُهم غلَّابَا

فالحُبُ واحِدَةٌ ..وليسَ لغيرِهَا

أسَعَى لأبْلُغَ عندهَا الأسبَابَا

مَالي بفَاتِنَةٍ ..وألفِ جميلَةٍ

فالقَلبُ بَعدَكِ أغلَقَ الأبوابَا

بَعدَ الغُروبِ يَقُولُ قَلْبُكِ نَادِمَاً

يا لَيتني قَد كُنْتُ فيكَ تُرَابَا

شـــارك الخبر علي منصات التواصل

صحيفة فــــسانيا

صحيفة أسبوعية شاملة - منبع الصحافة الحرة

شاركنا بتعليقك على الخبر :