حوار :: زهرة موسى :: تصوير :: موسى عبد الكريم
غياب الإمكانيات تسبب في تعطيل المرافق الخدمية ببلدية سبها
يكابد مخاتير المحلات بمدينة سبها كثير المتاعب لتقديم خدمات أفضل للمواطن ببلدية سبها ، لكن الخدمات تظل ضعيفة بل ومعدومة ، في ظل شح الإمكانيات وضعفها وهي التي تقف عائقا أمامهم ، في حين يتهم المواطن السبهاوي الإدارة بالتقصير وغياب دورها المنوط به ، و لهذا كان هذا اللقاء مع السيد نوري الغويزي مدير إدارة المحلات والفروع بالمجلس البلدي سبها للوقوف على أهم ما أنجزته هذه الإدارة و كذلك أهم العراقيل التي تواجه الإدارة بشكل مباشر ، وما هي الخطط المستقبلية لإدارته ، وكيف يتعامل مع المشاكل اليومية للمواطن في البلدية .
ماهي طبيعة عمل إدارة المحلات بالمجلس البلدي سبها وما الذي قدمته للمواطن ؟
قال ” نوري الغويزي ” ” بداية شكرا على استضافتي ، إدارة المحلات هي إدارة تربط بين المواطن واحتياجاته ، و حقوقه والمجلس البلدي والبلدية ، أما ما قامت به إدارة الفروع و المحلات في بلدية سبها و بجهود مختاري المحلات الثلاثة عشر تمثل في تقديم كثير الخدمات داخل المحلات على سبيل المثال المساهمة في حلحلة مشكلة ” جوازات السفر الشائكة في المدينة حيث كان هناك ازدحام و اكتظاظ كبير في إدارة الجوازات ببلدية سبها الآن أصبح المواطن يتقدم بمستنداته للمحلة ليقوم بالتصوير لاستخراج الجوازات بكل أريحية حيث تم افتتاح مكاتب لاستخراج جوازات السفر بكل محلة داخل البلدية وكذلك استخراج الوثائق و الشهادات أضاف “رغم الظروف السيئة التي يعلمها المواطن الليبي بشكل عام والمواطن السبهاوي بشكل خاص ، لكن إدارة الفروع و المحلات أشرفت و شكلت أهم جسم وهو مجلس مشائخ و حكماء سبها ، وهناك تعاون دائم بيننا وبين الأجهزة الخدمية في سبها ، رغم الفجوة الكبيرة الموجودة إلا أنني أعتبر تأسيس هذا الجسم إنجازا كبيرا فكما تعرفون أن هناك بعض الملفات الكثيرة العالقة داخل منطقتنا منها مشاكل الخدمات وكذلك الخلافات وجميعها متعلقة بالمواطن مباشرة لذلك يعمل هذا الجسم بانتظام على حلحلتها ويتدخل بشكل متوازن ودقيق .
إدارة المحلات تربط بين المواطن واحتياجاته ، و حقوقه والمجلس البلدي .
المواطن ينتقد أداء المجلس البلدي و بما أنكم على رأس أهم الإدارات فيه ترى أين يكمن الخلل ؟
أوضح “في تقديري السبب الرئيسي هو عدم توفر الإمكانيات بجميع أنواعها ، هناك نوع من الشلل في كل شيء تقريبا ، وكل الخدمات تحتاج لتوفير الأمن والسيولة المالية ولكن لا يزال المجلس يكافح و يحاول تخطي العراقيل ، هناك تعاون كبير بين المجلس و المواطن و على الرغم من أن المواطن يفقد الثقة في الحكومة وهذا يؤثر بشكل سلبي على سير العمل في المجلس البلدي ، لكن المجلس يحاول تأدية واجبه اتجاه مواطنيه بما هو موجود ، ويسعى لتحقيق الأفضل في ظل ظروف أقل ما يقال عنها أنها شديدة القسوة ، فالحكومة لم تسير للمجلس ميزانية تمكنه من العمل بشكل جيد .
يظل الهاجس الأمني فزع يعاني منه المواطن السبهاوي في كل حين رغم تشكيل الغرف الأمنية إلا أن كل محاولات تأمين المدينة باءت بالفشل.
أشار : الغويزي ” في الحقيقة الهاجس الأمني يؤرق كل مواطني ليبيا ولكن المواطن الجنوبي عامة و السبهاوي بشكل خاص يعيش في وضع مرعب ، وسبب الهاجس الأمني والوضع الأمني المتردي هو غياب الإمكانيات التي من خلالها يتم تعاون المسؤول مع المواطن ، وفقدان ثقة المواطن في الدولة تحكمه عديد المعطيات والأمور فهناك تداخلات كثيرة إقليمية و دولية ولكن أنا أرى بأن الأمور الآن تسير في الاتجاه الصحيح ، و في المستقبل القريب سيكون الوضع الأمني جيد إن شاء الله .
البلدي يتبع حكومة الوفاق والمواطن يعترف بالبرلمان
متى يلتفت مجلسكم البلدي للمراكز الخدمية في المدينة ؟
أوضح : الغويزي سبب تعطيل المرافق الخدمية يعود أيضا إلى نقص الإمكانيات وذلك لأننا نعاني من تقسيم الحكومات فوجود حكومة واحدة وإن كانت مركزية هو أفضل بكثير من وجود عدة حكومات لدولة واحدة ، فبالرغم من أن المجلس البلدي سبها يتبع حكومة الوفاق الوطني إلا أنه لم يصل إليه أي دعم من هذه الحكومة حتى نستطيع القول أننا نعاني من قلة الإمكانيات ، لذلك نحن نعاني من انعدم الإمكانيات إلا أنني أرى بأن وضعنا أفضل من غيرنا ، كثير من مدن الجنوب معاناتها أشد وطأة منا .
ما بين حكومة في الغرب يعترف بها العالم و برلمان في الشرق لا يمرر هذه الحكومة. كيف ترى انعكاس هذا التخبط على احتياجات المواطن اليومية ؟
قال : ” التخبط له أسباب كثيرة ولكن في تقديري ما يعترف به المواطن السبهاوي ، هو البرلمان الموجود في مدينة طبرق ، كما ذكرت سلفا المجلس يتبع حكومة الوفاق ولكنها لم تقدم للمجلس البلدي سبها أي دعم يستحق الذكر ، المدينة منكوبة تقريبا ، لا وقود ، لا سيولة مالية لا خدمات صحية تعيش على شبح الحرب التي يحاول الخيرون إيقافها ، وتحت سطوة الجريمة المنظمة يموت شبابنا يوميا، رجل الأمن يفتقر لأقل الإمكانيات التي يستطيع أن يمارس بها عمله اليومي ، أغلب المصالح الحكومية معطلة في البلدية نحن نعيش في شبه مدينة بسبب تجاهل الحكومة لنا .
الهاجس الأمني يؤرق كل مواطني ليبيا عامة وسبها خاصة
كثير من البلديات الأخرى في ضواحي العاصمة طرابلس وغيرها من المدن تعمل بشكل منتظم فكيف تحصلت على الإمكانيات وأنتم لا ؟
لا زلت أؤكد على نقص الإمكانيات المادية و المعنوية التي من خلالها يستطيع المجلس البلدي أعضاء و إدارات تقديم الأفضل للمواطن ، إلا أنني أرى بأن المجلس البلدي قدم الكثير ، و أهم ما قدمه هو خلق تعايش سلمي نسبي بسبها ، أما فيما يخص بقية البلديات فهذا السؤال موجه للحكومة ، لماذا تقوم بدعم بعض البلديات ولا تفعل ذلك مع بلديات أخرى وبالتأكيد كل الأعمال التي أنجزت رصدت لها ميزانيات ضخمة .
كل الأجهزة الموجودة في المدينة تخضع إلى سلطة المجلس
المواطن يتساءل عن علاقة عدة أجهزة بالمجلس البلدي مثلا جهاز المرافق و الإسكان ، جهاز الحرس البلدي ، وغيرها ؟
الأجهزة التي تم ذكرها على علاقة وثيقة بالمجلس البلدي ، وعلى سبيل المثال كنا في الفترة السابقة مع عميد المجلس البلدي سبها في اجتماع ضم السيد ” خليفة المهدي رئيس جهاز الإسكان و المرافق ” تم في الاجتماع مناقشة عدة نقاط تهم المواطن بشكل شخصي منها صيانة شبكة المياه و الصرف الصحي والعمل عليها قائم حالياً ، وهناك تعاون كبير بين المجلس و إدارة التخطيط بسبها بإدارة السيد ” عقيلة الحاج ” ، وكذلك جهاز الحرس البلدي ، وفي الحقيقة كل الأجهزة الموجودة في المدينة تخضع إلى سلطة المجلس ، والمجلس على تواصل دائم معها .
ما هي المهام التي تؤديها هذه الأجهزة ؟
نوه : ” هذه الأجهزة تقوم بكثير الأعمال ، ولكن ربما لا يلاحظها المواطن ، وعلى سبيل المثال “بحيرة الصرف الصحي ” بمنطقة الجديد بسبب التعاون بين المجلس و شركة المياه و الصرف الصحي و الخدمات التي كانت على قدم وساق في محطة الجديد تمت معالجة جزء كبير من المشكلة إن لم يكن جلها ، و كذلك البحيرة الموجودة بحي حجارة ، و الوضع فيها بات ممتازا ، تعاون المجلس البلدي مع قطاع الصحة وتوفير بعض الاحتياجات بالتعاون مع بعض الجهات .
بلدية سبها عاصمة الجنوب الليبي و بوابة الوطن ، بها كثير الوافدين و تنقصهم كثير الخدمات فكيف تداركتم هذا التناقض بين المطلوب والموجود خاصة أن عدد سكانها يفوق إمكانياتها ؟
استأنف : الغويزي ” الآن عدد سكان سبها تجاوز النصف مليون نسمة ، و لولا الجهود المقدمة من المجلس البلدي وإن كان عرضة للانتقاد الدائم لأوشك الناس على أكل بعضهم البعض ، على سبيل المثال لولا تدخل المجلس البلدي في مسألة توفير الدقيق ومحاربة الفساد في المخابز لكان من الصعب الحصول على رغيف الخبز داخل مدينة مزدحمة كسبها ، و أتمنى أن نقدم خدمات أفضل مستقبلا .
البلدية ككل بلديات الوطن مقبله على انتخابات في الفترة القادمة ما وجهة نظركم بالخصوص و هل تدعمون الخيار الديمقراطي ؟
نعم بلدية سبها ككل البلديات مقبلة فعلا على الانتخابات ووجهة نظر رئيس وأعضاء البلدية و وجهة نظري الشخصية كلنا ندعم الخيار الديمقراطي ، ونحث كل المواطنين على التسجيل بالانتخابات ، وخوضها ، وكم كنت أتمنى من كل المواطنين أن يسجلوا في الانتخابات المقبلة ، ولكن أتمنى أن يكون المستقبل أفضل .