مستقلّون تحت الطبع

مستقلّون تحت الطبع

 بقلم :: نوري المزوغي

 منذ  شروع مفوضية الانتخابات في تسجيل الناخبين وإعلان عدد من المواطنين اعتزامهم الترشح للانتخابات البرلمانية القادمة ” كمستقلين ”  اخذت بعض التيارات السياسية والاحزاب والمؤسسات التابعة لها تعمل بشكل مكثف لاستقطاب من يمكن استقطابه منهم  وبمختلف الطرق والاساليب المباشرة وغير المباشرة .

تيار الاسلام السياسي بمختلف مسمياته والتيار المقابل له  الذي يسمي نفسه بالتيار الوطني او المدني بكافة مكوناته هما الابرز والاكثر نشاطا في حملة ” الاستقطاب ” هذه ؛ بالاضافة  الى تيار انصار النظام السابق و تيارات وكيانات ومجموعات اخرى إثنية وجهوية وقبلية .

عملية الاتصال بالمرشحين استهدفت من يعتبرون الاوفر حظا وفقا لمعايير عامة معروفة  ، وتمت عبر وسائل تابعة لهذه التيارات  بشكل أو بأخر  كمؤسسات مجتمع مدني او لجان حزبية او شخصيات قيادية ، واغلبها جرى تحت شعارات من قبيل ” تعزيز الديمقراطية ” او ” دعم المستقلين ” .

جزء من المرشحين ” غير المسيّسين ” تجاوب مع العملية  دون وعي بأبعادها  ، بينما استجاب جزء آخر عن وعي براغماتي رغبة في الحصول على الدعم اللازم للوصول الى قبة البرلمان . في حين رفض بعضهم الفكرة ابتعادا عن محاذير الانتماء السياسي .

تعددت برامج الاستقطاب بين تنظيم لقاءات خاصة و صالونات ثقافية بالداخل  وورش عمل ودورات لإعداد القادة والبرلمانيين بالخارج . وفيما يتعلق بإيفاد المرشحين في دورات تأهيل خارجية ركز التيار الاسلامي على تركيا والمغرب وركز التيار الوطني على تونس والاردن وايطاليا .

السيد  ” م.س.أ ” من طرابلس حالة من الحالات المشار اليها  ؛ فبعد ايام من اعلانه الترشح عبر وسائل التواصل الاجتماعي  اتصل به اعضاء  إحدى مؤسسات المجتمع المدني عارضين  دعم مؤسستهم  ( المحايدة التي تتبنى الاخذ بيد المرشحين المستقلين ) وتضمن البرنامج عدة لقاءات وحوارات شارك فيها مرشحين اثنين اخرين مع عدد من النشطاء والمثقفين المنتمين للمؤسسة انتهت  بدعوة ثلاثتهم لحضور دورة مدتها خمسة ايام بعاصمة عربية كانت تكاليف السفر والإقامة على نفقتهم الخاصة ، وجرى خلالها تلقي محاضرات حول القيادة والعمل البرلماني  وزيارة لبرلمان تلك الدولة وتلقي شروح  تثقيفية حول القدرات والمهارات والمعارف الأساسية اللازمة للبرلمانيين الجدد وسواها من الموضوعات ذات العلاقة .

ومع اختتام الدورة تم دعوة اثنين من المرشحين الثلاثة لحضور ورشة عمل في عاصمة اوروبية وعلى نفقة المؤسسة التي تكفلت بكافة المصاريف بما في ذلك مصروف الجيب للمرشحين ، اما المرشح الثالث فقد تم استبعاده بعد اكتشاف انتماءه السياسي لأحد التيارات الخلافية ” وفق التعليل الذي قدمته المؤسسة لرفيقيه  ” .

 

شـــارك الخبر علي منصات التواصل

صحيفة فــــسانيا

صحيفة أسبوعية شاملة - منبع الصحافة الحرة

شاركنا بتعليقك على الخبر :