أي سلام نريد ؟
حتى نضمن أن يتحقق وبشكل كامل سلام حقيقي في البلاد الليبية كلها ،يجب أن نسعى أولاً وبكل الطرق لتحقيق المصالحات الاجتماعية والاسرية اللازمة لذلك ،فهي أسهل ومتاحة أكثر،وهذه ستكون أرضية مناسبة لإزالة آثار الإقتتال بين كل المجموعات الكبيرة المتقاتلة، وإن أختلفت وتباينت أسباب التقاتل فيما بينهم ، وبعدها يجب الحرص على وضع ميثاق شرف ، أو مايشبة الاتفاق المبني على توابث لن يختلف عليها المتنازعين ،وبذلك نجنب الليبيين تكرار اللجوء إلى السلاح مستقبلا ًلحل الخلافات في مابينهم .
السلام الحقيقي يجب أن يصنعه المقاتلون في الجبهات ،ولاتصنعه مسودات مكتوبه (بالرقريقي) في فنادق خارج ليبيا ،و يجب أن يكون سلام حقيقي (أورجينال) مبني على قناعات تامة أساسها أن هذا السلام يحقق الفائدة القصوى لكل المتحاورين، ويقتنع المتحاورون كلهم أن هذا السلام الذي يسعون لتحقيقه، قوامه الود والتألف بين أبناء التراب الواحد، والجيران والانساب، وهدفه يستند على علاقات الصداقة والمودة الحقيقية التي كانت سائدة بيننا قبل نشوب القتال، وحتى المصلحة الواحدة المشروعة التي تربطنا كليبيين .
وفي المقابل السلام المبني على إصطناع الصداقة ، وحسن العلاقات، والتظاهر أمام الكاميرات بأن الامور عادت لمجاريها ، وتبادل الاقلام للتوقيع على ورق وبعدها تبادل شهائد التكريم المبروزه بعناية بينما القلوب والخواطر لم تصف بعد هو (كذبة) قصيرة جداً ،سينكشف أمرها سريعا عند أبسط أختبار ، وكذلك السلام المبني على الخوف من التدخل الأجنبي والقبعات الزرق و (طائرات الاباتشي) هو الاخر سلام (مغشوش) ، وبشكل مختصر لن نعيش سلاماً حقيقيا أن كان شعارنا يد تسلم وتصافح ويد تحمل السلاح وتضغط على الزناد ،ولن يتحقق هكذا سلام حتى ولو باركه وشهد عليه العالم كله.
…. والحل
الحل المطلوب تحقيقة ،والاتفاق عليه ، يجب ان يكون بمباركة كل مكونات المجتمع الليبي الكبير، خاصة الجمعيات المدنية والأهلية والمؤسسات المدنية المتخصصة للتعامل مع مايتريب على الصراعات والحروب الاهلية بشكل علمي وواقعي ،بعيداً عن الاستناد الى القبلية والجهوية والمناطقية والمصلحية ،ولابد من الابتعاد عن الحلول السطحية السريعة ، المرتبطة بالصفقات المشبوه التي تدار في العلن أو يتم ويفرض تمريرها بشكل سري ، فمثل هذه الحلول ،سيكون عمرها قصير جداً ، وستكون حلول تلفيقية وسنكنشف أن مثل هذا الحلول لاقدرة لها على توحيد مجتمع مزقته الحرب أوصاله ولم ترحمه .
لابد من أن ننسى ماحدث منذ انطلاق ثورات الربيع وحتى الان ، ونتخلى عن المسميات التي أضحكت علينا خلق الله في العالم كله (والتي بدأت بجردان وطحالب ومخططين وخضر ، وانتهت بقسورة وكرامة وفجر وشروق ومربعات أمنيه ) كلنا ليبيون متساوون أمام القانون من أمساعد الى راس اجدير ومن شاطي البحر الى أوزو، لابد أن نتفق ،ويرانا العالم كله ونحن جميعا نذرف دموع الندم الحقيقية ، لنغسل بهاالماضى المؤلم والقاسى، ولتدمع عيوننا بعدها فرحاً، ونحن نتصافح ونتصالح ونتفق ونسلم على بعض ونحلف بالله صادقين أننا لن نحتكم لهذا السلاح اللعين أبدا منذ الان لانه سبب كل بلاء ،
يجب أن يسمعنا العالم كله ونحن نهمس لبعض ونعتذر من بعض بالليبي الفصيح (سامحني أنا أخطأت في حقك) (سامحني أنا دخلت بيتك وسرقته ) (سامحني أنا وضعتك في السجن وعذبتك ) ( سامحني أنا هجرتك )(سامحني أنا قطعت عليك الطريق ) وان يقبل الاخر بشروط المتضرر وأن أحتكامنا سيكون للعقل والدين ،ولتكن أدوات رد المظالم ، وأعادة الاعتبار هي القضاء والعرف ، وأن لايضيع حق أحد . عندهاسنرضى جميعاً بمبدأ (نحن أولاد اليوم،وهيا نتشارك لنبنى ماهدمناه ولتكن مصلحتنا واحدة وهي ليبيا وليبيا فقط )
مدير التحرير