- فسانيا -وكالات.
رغم إصرار المسؤولين المصريين على أن الأوضاع في مصر آمنة ولا توجد مخاوف من انتشار فيروس كورونا المستجد، إلا أن السياح في مدينة الأقصر جنوبي مصر محاصرون في فنادقهم، بعد ظهور أكثر من 50 حالة إصابة بالفيروس، وفقاً لصحيفة واشنطن بوست الأميركية. السياح استيقظوا وجدوا أنفسهم محاصرين في الفنادق أو على متن السفن، وأن الحكومة المصرية أرسلت أطباء لإجراء فحص فيروس كورونا لهم. وتم الفحص على عدد قليل فقط، وسرعان ما عادت الحياة إلى طبيعتها حتى قبل ظهور نتائج الفحوصات، وأنه سمح للسياح بزيارة الأماكن الأثرية بشكل طبيعي. فقد أكدت ، صحفية مصرية، إنه من بين 400 شخص في فندقها، تم اختبار 10 منهم فقط. وبمجرد إجراء تلك الاختبارات، سُمح للجميع بمغادرة المكان على الفور، حتى الأشخاص الذين تم اختبارهم. وقالت، إحدى الصحف الأميركية، إن هذا الأمر تسبب في غضب الناس وطالبوا بأن يتم فحصهم جميعاً، بينما رد عليهم الأطباء: “هذا هو كل ما يمكننا فعله، وإذا لم يعجبك ذلك، فعليك تقديم شكوى إلى الوزارة”. و ما يحدث في الأقصر أزمة كبيرة تواجه الحكومة المصرية، فهي محاصرة بين الاستمرار في الترحيب بالسياح أحد أهم مصادر الدخل القومي، أو بين الإجراءات الاحترازية بسبب الخوف من تفشي الفيروس. وتعد الأقصر، إحدى أهم المدن السياحية في مصر والعالم، مركز تفشي فيروس كورونا في البلاد، ففي يومي الجمعة والسبت، تبين أن 45 من الركاب وأفراد الطاقم على متن سفينة بنهر النيل، مصابين بالفيروس، وتم نقلهم بواسطة طائرة عسكرية إلى مستشفى للعزل الصحي في مدينة مرسى مطروح. ومع تفشي المرض، زار خالد العناني وزير السياحة المصري أحد معابد الأقصر ، وأعلن أنه آمن، كما حذرت الدكتورة هالة زايد وزيرة الصحة من المبالغة في حجم الأزمة. لكن المشكلة تفاقمت ، بعد إعلان وفاة سائح ألماني يبلغ من العمر 60 عاماً، في مدينة الغردقة قادماً من الأقصر، جراء الإصابة بالفيروس. الأقصر مركز المرض سايروس شاهبار (Cyrus Shahpar) من منظمة فايتال استراتيجيات (منظمة عالمية للصحة العامة) أكد أنه في أفضل الأحوال قد انتشر الفيروس من السفينة المصابة إلى الشاطئ. كان لدى مصر ثلاث حالات، وهي واحدة من أقل المعدلات في الشرق الأوسط، و العدد ارتفع إلى 59 حالة، معظمها على متن السفينة في الأقصر، إلا أنه توجد حالة في مصر من عدم اليقين بشأن مدى انتشار الفيروس في بلد يزيد عدد سكانها عن 100 مليون شخص. وأضاف شاهبار أن الأقصر أصبحت مركزًا لنقل فيروس كورونا إلى بلدان أخرى. وفي الأسابيع الماضية، أعلنت عدد من الدول إصابة 29 سائحا زاروا مصر معظمهم من أميركا وفرنسا، أغلبهم كانوا على متن السفينة التي تم وضعها في الحجر الصحي. عدم الشفافية من جانبه، أكدت منظمة الصحة العالمية أن الفيروس جاء إلى القارب عن طريق سيدة تايوانية أميركية غادرت مصر في 1 فبراير، بينما تؤكد الحكومة المصرية أنها لم تعلم بالعدوى حتى 1 مارس. المصريون يشككون في بيانات الحكومة، وأعربوا عن قلقهم إزاء عدم وجود شفافية من الحكومة. فعلى عكس العديد من البلدان الأخرى في المنطقة، وفي جميع أنحاء العالم، لم تغلق مصر المدارس، أو توقف صلاة الجمعة أو الأحداث الرياضية للحد من انتقال الفيروس. ومن المتوقع أن يؤثر انتشار الفيروس في إحدى أهم المدن السياحية في مصر، بشكل كبير على مستوى السياحة، فقد أكدت جمعية وكلاء السفر المصرية أن الحجوزات السياحية انخفضت بنسبة 80 في المائة مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي.