شعر :: عمر عبد الدائم
يا نخلةً ..
كانت ـ وما زالت ـ
ولا كُلّ النخيل
ترنو إلى هُدبِ السماء
ليسير في الظّل الظّليل
آلاف .. آلاف البشر
قلبي لكِ يا واحةً فيحاء
أضناهُ السّــــفَرْ
مُدّي جذوركِ في الفؤاد
فإنها ..
ضربت بعمق الأرض
من دهرٍ طويل
و رؤوس طلعكِ في شموخٍ ..
عانقت شمس الأصيل
” مالي أراكَ اليوم ـ قالت نخلتي ـ
متجهماً
متدثّراً بالحزنِ
تشدو للسراب؟
أوَ لم تكن بالأمس بسمَتُكَ البتول
تنداحُ في هذي الرّحاب
واليوم تكسوك الكآبة
والذّبول
أين المواويل العِذابْ ..
و رجعها
بين النخيل؟
أين الصبايا قاصرات الطرف
قرب النّبع ينشرن الغسيل
أين الحَمَام الحُر
يبسطُ للسلام جناحَهُ
أين الهديل؟
أين الطيور على رؤوس النخل
تصدحُ بالنشيد
فهمستُ .. في حزن شديد :
يا نخلتي
هذي رياح الأرضِ
تعصف حولنا
تُهوِي جذوع النخل
تعثو بالـــ “جريد ”
فتحجّرت في مقلتيها دمعتان
أوّاه من هذا الزمان
أوّاه من عشقٍ تَكَتّمَ في الضلوعِ
و من عذاب الشوق
من ذكرى المكان