مقتطف من قصة خدّ الورد

مقتطف من قصة خدّ الورد

عمرو أبو جودة

في ذلك اليوم تزوج بصل من زينب الفقيرة، وتقرر الدخول بعد أسبوع، لم يكن أحد من أهل جرجا يعلم أن زينب من الراسخات في العشق، ربما لو عرفوا لعرفوا لمَ خلبت عقل بصل! اكترى له الخليفة بيتًا ليدخل فيه، فرشه فرشًا لائقًا، وملأه بصنوف المأكل والمشرب، وفي اليوم الموعود تجمّع الدراويش وراحوا يذكرون، وبصل يجلس إلى جوارهم بجلباب صعيدي أبيض، ولاسة نايلون، وعمامة بهية، خدّ الورد استبد به الجذب فحلّق في سماوات لم تطأها من قبل روح إنس ولا طيف جان، وراح يغني بصوت جعل ليل جرجا أعجب من ليالي ألف ليلة وليلة:

ته دلالا فأنت أهل لذاكا

وتحكّم فالحسن قد أعطاكا

ولك الأمر فاقض ما أنت قاض

فعليّ الجمال قد ولاكا

وبما شئت في هواك اختبرني

فاختياري ما كان فيه رضاكا

لكنه بلغ منتهى الجمال والجلال حين قال:

لك في الحي هالك بك حيّ

في سبيل الهوى استلذ الهلاكا

عبدٌ ما رقّ يومًا لعتقٍ

لو تخليت عنه ما خلاكا

وراح يتمايل تمايل الذكر، وكانت له رقصة عجيبة، يضم قبضتي يديه إلى صدره كمومياء ملك مصريّ قديم، ثم يميل للأمام حتى يحسبه الناظر إليه منكفئ على وجهه، ما يلبث أن يعود للوراء سريعًا، بعد ذلك يومئ بوجهه يمينا ثم شمالًا، يعرق عرقًا غزيرًا، ويُغني بصوتٍ شجيّ، فيَبكي ويُبكي صاحبه، فلم يعرف الناس أيغني لبصل أم يُبكيه؟ أم يناجي كلٌ منهما حبيبًا قد أضناه عشقه؟

#قيصريااااااات_قصصية.

من قصة لم تنشر.

شـــارك الخبر علي منصات التواصل

صحيفة فــــسانيا

صحيفة أسبوعية شاملة - منبع الصحافة الحرة

شاركنا بتعليقك على الخبر :