- صافيناز المحجوب
سألت ابني عبد الله البالغ من العمر خمس سنوات لماذا لم تضرب ابنة الجيران التي ضربتك؟ قال لي لا أريد أن أكون شريرا إجابة طفل صغير جعلتني أعيد التفكير في تصرفاتنا نحن الكبار طفل الخامسة عرف أن الأشرار فقط هم يؤذون الآخرين هم من يتسببون بالألم والأذى لغيرهم في تعليق على منشور يتحدث عن العمليات العسكرية في ليبيا والحروب القائمة بين الشرق والغرب أو بمعنى أصح بين الإخوة الليبيين مع بعضهم البعض في مشهد يدعونا إلى البكاء والعويل اللامنتهي وأصبحنا أضحوكة أمام العالم هم يبنون ونحن نهدم ، كمّ كبير من الأشخاص تعليقاتهم تدل على كمية كبيرة من الحقد من الغضب الأعمى هذا يسب مدينة كاملة يتمنى أن تنتهي من الخارطة وآخر يتهم جهة ما ويكفرها ويطلق عليها أسوأ الصفات وآخر ينعت أخاه بأنه يستحق الصلب والآخر يتوعد الآخر بالموت تخيلت نفسي داخل لعبة بلاستيشن في ظلام دامس الكل يطلق الرصاص على الآخر الكل يرسل الموت للجميع لكم تمنيت أن أملك آلة الزمن لأعيد الزمان إلى الوراء سنون وسنون حين كانت النفوس طيبة الأكل والمشرب والفعل حين كان الناس يتقاسمون رغيف الخبز والابتسامة تعلو شفاه الجميع حين كان التواضع شيمة الصادقين اليوم تكشف عالمنا الملوث عبد الله بكلمة واحدة نبهني إلى حقيقة ما نحن فيه شريعة الغاب ولكن ما يحزن قلبي فعلا أن يصل الشقاق والنزاع إلى الإخوة في الأسرة الواحدة فيقتل هذا ذاك ويتوعد الآخر أخاه لقد وصلنا إلى الدرجة التي لم نعد نحترم حرمة الموت ولا الأموات وانتهكنا قدسية الأحياء نعم نحن أشرار ونصل إلى درجة الوحوش في فعالها نرفع البنادق والسكاكين يردي بعضنا بعضنا عن أبي هريرة – رضي الله عنه – قال: قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم : ((والكلمة الطيبة صدقة)) الحديث متفق عليه. فإلى المتصارعين على جبهات المواقع الافتراضية بالله عليك أخي أختي قولوا خيرا أو فلتصمتوا ولا تزيدوا النار تأججا دع ما في قلبك داخله فلا تبث حقدك على مدينة أو جهة أو مجموعة إلى العلن فتمتلئ القلوب غلا وكرها فيكفي ما تمر به البلاد من شقاق وانقسام لعل صمتنا يكون صلاة صامته يتقبلها الله فيصلح أحوالنا ويهدي حال العباد ويصلح الشقاق بين أبناء ليبيا فيعودوا إخوانا متحابين . لا أدافع عن أحد فكلنا شاركنا في صنع مأساتنا كل بطريقته هذا بيده وآخر بلسانه وآخر بفكره رحم الله كل الضحايا على أرض ليبيا وألهم ذويهم الصبر وما يفطر القلب حقا حزن الأمهات وتوشحهن بالسواد ونظرات الأيتام المتسائلة بأي ذنب قتل أبي وسؤال الشيوخ إلى أين المفر في حياة أصبح الصغير لا يحترم كبيرا ولا صاحب شيبة وصوت الرصاص هو الغالب والكلمة المسموعة للأقوي والأشرار هم من نحسب لهم حسابا وقد نرقيهم ونرفع من مكانتهم ونجعلهم على رؤوسنا أما الطيبون فلا مكان لهم إلا في السماء عند الرحمن الرحيم هو من يجازيهم على طيبة قلوبهم يارب يا من تعلم ما في قلوبنا نحن الليبيون خاصة طهر قلوبنا وازرع الخير فيها واطرد هذا الشر المستشري فينا فأنت وليّنا والقادر على كل شيء .