بقلم :: سالم ابو خزام
فزان في خاطري ؛ أنطلق من خلالها نحو بلادي الحبيبة ليبيا وعندما أحدث د.غسان سلامة المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة لابد أن أقول : لديك ربما الفرصة الأخيرة ؛ ولعلك لا تعلم أن الليبيين وأهل فزان ينظرون بارتياب وشك كبيرين لدور الأمم المتحدة في ليبيا قياسا بالتراث الفاشل لأسلافك “برنالدينو ليون ” ثم ” مارتن كوبلر ”
فزان تعتقد في إمكانية أن يرمي سلامة خلف ظهره ماسبق ليكتب له التاريخ نجاحا في بلد عربي يهمه ، قياسا بعروبته هو ذاته بالإضافة إلى كونه رجلا مثقفا وعاشت بلاده لبنان حربا أهلية دامية إبان السبعينيات !
الأمم المتحدة مؤهلة لإيجاد صيغ مناسبة لحسم الأزمة في ليبيا ، فهي مؤهلة لدور الرعاية ثم فرض الحلول ؛ ولا معنى لأية أطراف أخرى فالقوى السياسية في ليبيا متورطة في الأزمة وغير قادرة على تنظيم الحوار الذي يضع الحلول …فزان عبر تاريخها هي عنصر التوازن عندما تشتد الخلافات بين شرق ليبيا وغربها لتغليب المصلحة الوطنية على النعرات المحلية وتنحاز إلى هذا الطرف أو ذاك بقدر اقترابه من هذه المصلحة ؛ كما أن أبناءها الذين تختارهم بإرادتها الحرة يلتزمون بهذا المعيار وهو مايغلب المصلحة الوطنية أما اختيارهم بغير إرادة فزان كما حدث في التجارب السابقة فالانحياز قد تم لمصلحة من اختارهم !!
اتفاق الصخيرات وما أسفر عنه لم يلتزم بهذا المسلك وهو ماجعل فزان غير ممثلة سوى شكليا وغير واقعي ، وبالتالي أصبحت فزان غير مسؤولة وغير ممثلة رغم وجودها فلا مشاركة لها عن تصرفات الهياكل القائمة وهي تأمل اليوم ألا يعاد ارتكاب ذات الخطأ … يجب أن يترك أمر الاختيار لأهل فزان عن طريق مكوناتها القائمة وعلى مسؤولياتها لإعادة التوازن للعمل الوطني وتصويب الصراعات للمصلحة الوطنية … فزان المتضرر الأكبر من الأوضاع في ليبيا والانعكاسات الحياتية اللازمة وحدها تكفي للتدليل على مقدار الضرر فالظروف الحياتية أصبحت لا تطاق في هذا الإقليم الذي انعدمت فيه وجود الدولة تقريبا وانعدمت خدماتها بصورة شبه كلية …كما أن أطراف الصراع تحاول دفعها لمأساة إنسانية قد تصعب معالجتها وذلك بقصد إرغامها على القبول بجدول أعمال يتنافى مع مصلحة البلاد ووحدتها .
لذا فإن فزان أحوج من غيرها لحل الأزمة الحياتية وحالة التدهور التي تعيشها وهي تضع أيديها مع السيد غسان سلامة ليمارس ضغوطه على تلك الأطراف المتعنتة … فزان بحكم موقعها الجغرافي وبعدها عن مركز الدولة تتعرض لتغيرات ديموغرافية هائلة وهي تحمل المجتمع الدولي مسؤوليات هذا التغيير كما تحملهم مسؤوليات إزالته في المستقبل ونعلن عدم قبول هذا التغيير ولا أعباء إزالته.
نؤكد على مسؤولية الأمم المتحدة في مقاومة الهجرة والجريمة المنظمة والإرهاب وتجارة الأسلحة ؛ وفزان لاتقبل أي بؤر للتوطين على أراضيها تحت أية خدعة أو عنوان ؛ الأمم المتحدة مدعوة لعدم التهاون وعدم الخضوع لإرادة دول لاتهمها مصلحة ليبيا .