الفرصة الأخيرة
المؤتمر الوطني التأسيسي العام هو ما تنتظره ليبيا ، وهو الحل الحاسم لجميع مشاكل الدولة الليبية بعد أن تراكمت وتفاقمت وأصبحت كتلة ضخمة يصعب معالجتها وتشابكت فيها وجهات النظر المتعددة .
اليوم الوضع السياسي تداخل بشكل مؤثر فلم تعد أطراف النزاع تثق في بعضها .
كما أن (التدخل الأجنبي) يوقد النار ويشعلها جراء أي تقارب أو حوار جدي بين أطراف النزاع في بلادي .
التدخل الأجنبي يهمه المحافظة على مصالح بلاده واستمرارها ، وبكل صدق لاشأن له بمسألة انتهائها من عدمه .
بل إن التدخل الأجنبي يتحرك ويدفع الطرف الموالي له من أجل القضاء على أي بارقة أمل في طريق الانفراج .
وهكذا سيظل التدخل الأجنبي محافظا على نفوذه ومصالحه داخل ليبيا وبنفس الطريقة ، وهي حرق وإعدام أي تقارب بين الفرقاء الليبيين .
الآن عرفنا بعد مضي هذا الوقت وبالسنوات أنه لا أمل في الخروج من المأزق السياسي من خلال الأدوات السياسية ممثلة في مجلس النواب ، والمجلس الأعلى للدولة وغيرها من الأدوات الأخرى ، المجلس الرئاسي المولود ميتا ، وحكومة الوحدة الوطنية المشاغبة الضالة لطريق جنيف تماما !!
أمام كل هذا المحاولات السابقة يبقى :
_ التعويل على القوات المسلحة العربية الليبية بعد أن تمت إجراءات إعادة بنائها وأصبحت تمثل جهة قوية وتحمي الشعب الليبي بمختلف مشاربه السياسية ، وهي من منح (الفرصة الأخيرة) نحو التخطيط بشكل شامل وجديد لإنجاز خارطة طريق يشارك فيها كل الفعاليات وكل التيارات السياسية وفوق طاولة مستديرة واحدة.
يقدم الحل الجديد نحو بناء الدولة بشكل جديد مغاير لكل ما سبق ويشمل :
_ شكل الدولة.
_ دستورها .
_ نظامها .
_ مؤسساتها .
_ المصالحة والسلام .
حيث أن المشكل الليبي قد لامس كل فئات الشعب الليبي فيصبح من حق الجميع إنجاز الحل والمشاركة فيه وبالتالي كل مكونات هذا الشعب بالمدن والقرى والأرياف صار لزاما مشاركتهم ، عن طريق الحقوقيين ، المحامين ، المهندسين ، الأطباء ،الأساتذة ، الطلاب ، العمال ، الفلاحين ، المرأة ، والمهنيين ، وكذلك التجار ، ورجال الأعمال ، ومؤسسات المجتمع المدني.
الجميع مدعو لصياغة خارطة طريق جديدة تخرج بليبيا من دائرة العبث التي أوجدتها وأرادت بقاء الأجسام السياسية الموجودة حاليا وبلا استثناء .
بالطبع الحل تحت مظلة (الاتحاد الأفريقي) رغم محدوديته إلا أن مصداقية أفريقيا لاتزال قوية ومحترمة لدى الفرقاء بليبيا .
أيضا لا نستبعد بعثة الأمم المتحدة بليبيا في دور حيوي مساند ، لأنها فشلت تماما خلال السنوات السابقة ، مع مراقبة من المؤتمر الإسلامي ، ودور مراقب لجامعة الدول العربية .
كل القرارات ستكون ملزمة وتلاقي طريقها إلى التنفيذ بعد لقاء كل هذه المنظمات معا على الطاولة المستديرة .
(المؤتمر الوطني التأسيسي العام) هو بداية تأسيس الدولة الليبية الجديدة ، وهو بداية للخروج على كل اللقاءات والمؤتمرات السابقة ووضع حجر الأساس لبناء الدولة الليبية وإصلاح كل مساراتها السياسية والاقتصادية ، والاجتماعية ، وبمشاركة فعلية من الجميع نحو البناء والانطلاق ونسيان وتجاوز كل الماضي المظلم والبغيض .
هذا الطرح هو الكفيل بالبدء في إعادة بناء ليبيا الجديدة !!
هذا الطرح قادر على إخراج ليبيا من حزنها المستمر ، قادر على إخراج رئيس لها بحرية تامة وبعزة وشرف ، لتعود حرة بين الأمم مهابة عزيزة كريمة في عليائها مصونة علينا أن نذهب نحو استغلال واستثمار هذه ( الفرصة الأخيرة)!!
أ. سالم أبوخزام .
29. ديسمبر .2022.