بقلم :: سالم أبو خزام
كنت قد أجبت سائلي ذات مرة بأن حسم مشكلات مدينة سبها والمنطقة الجنوبية يحتاج للتحرك على أكثر من مستوى، أولها وفي مقدمتها الجانب السياسي . قلت : إذ توجهت لمحدثي بأن الموقف يحتم على حكومة الوفاق الاتصال بدول الجوار وبالذات عواصمها بوفد رفيع المستوى، برئاسة وزير الخارجية السيد محمد سيالة، فالأخير يتكئ على خبرات متراكمة بوزارة الخارجية ومطلع على ملفات أفريقية ذات محتوى هام من المعلومات والأسرار وأحيانا التعقيدات . ..يجب استثمار كل تلك الخبرات لصالح بلادنا وتخليصها بكلام في السياسة من أوحال كثيرة قد تجنبنا إراقة المزيد من الدماء بالجنوب كله ،وصولا إلى سفوح قلعة سبها الأثرية والتاريخية .
الوزير سيالة مطلع يعرف ويدرك تواجد خيوط لدول عربية بكل من النيجر وتشاد ، دول تعمل ضد استقرار بلادنا بالدعم المالي الضخم تنفيذا لبرامج استراتيجية يجري تنفيذها بواسطة أزرار “الريموت كنترول “في التحكم عن بعد ؛ من أجل زعزعة استقرار الجنوب توطئة لمرحلة قادمة أكثر تعقيدا تهدف إلى اقتطاعه من ليبيا أو تغيير تركيبته السكانية وصولا للسيطرة عليه استحواذا على ثرواته من نفط ،غاز، ذهب ،وماء وأيضا رمال وحديد ورخام وآثار سياحية لحضارة بدائية ضاربة في أعماق التاريخ.
.لم يعد خافيا إدراكنا لمخطط تقوده دول كبرى وتنسقه دول إقليمية تسير في ذات الفلك وتدعم هذا دول عربية شقيقة تتولى الضخ المالي ؛ بينما يتولى الليبيون وحدهم تخريب وطنهم بأيديهم وبأثمان بخسة أقل مايقال عنها ، اقتيات على”فتات!!”
نظرتي :
قد ينجح الوزير محمد سيالة في التقليل من اﻷخطار وتحجيم دور المناوئين لبلادنا وتبصيرهم بخطورة اتساع دائرة العمل وفواجعه !!
إن لقاءات وزير خارجية حكومة الوفاق إذ تنجح ستخفف من منابع المندفعين في موجات زنجية أفريقية في اتجاهنا ؛ وإذ تفشل ستبين استباقيا تداعيات هذه الأخطار أمامنا بجلاء ووضوح وتنزاح كل الشكوك جانبا .
وإنني أجزم بأننا سنتحصل على إجابات وفوائد حال نجاح الزيارة أو فشلها !!
إن كل تلك اﻹرادات ومهما تظافرت ضد جنوبنا وليبيا سوف تفشل في حال تماسك إرادتنا الشعبية وتعزيز تشبثنا بأرضنا وتاريخنا ومستقبلنا .
إن العودة للاطلاع على خارطة العالم ستبين اختفاء وإزالة دول وأقاليم كثيرة من على الوجود بأفعال السياسة والحرب !!
نظرتي :
يجب أن ندرك أن اختفاء فزان كجزء من ليبيا ربما يكون حقيقة واقعة مالم نقم كلنا بالدور اللازم تحقيقا وتأكيدا لتلك الإرادة المطلوبة والمتوقعة .
..أذكر بفكرة هنري كيسنجر وزير خارجية الولايات المتحدة اﻷمريكية الأسبق حيث يقول : نحن لا نصنع المشاكل لكننا نستثمرها حال حدوثها ونوظفها بطريقتنا ونمسك بخيوطها لنوجهها على الدوام نحو مصالحنا المتجددة دوما.
..حري بنا تفهم أن مصلحة كثيرين يخطط لها وترسم أن تكون على حساب هذا الوطن العزيز بكل تاريخه .
لذا ،على أطراف الصراع في الجنوب الليبي اليوم أن تتعالى على كافة جراحها لتنظر نحو مصلحة عموم بلادنا ،وأن تثبت أمام الجميع انتماءها لهذا الوطن .
وليس ثمة غير الدفاع عن تراب الوطن بمختلف اﻹمكانيات ومنها الحوار حول طاولة التفاوض ثم إعلاء روح الوطن حربا وسلاما !!
..إن أطرافنا الليبية الجنوبية وإن جمعتها المنظمة اﻹيطالية ” بروميدياسيون ” في نيامي وبجداول أعمال بعيدة المدى قد تلقي بظلالها على مستقبل فزان والجنوب الليبي وعموم ليبيا ما يجعلنا ننبه و نتطلع نحو إدراكهم خطورة الموقف اليوم ومايترتب عليه في الغد !!