زَفرةُ العربيِّ الأخيرة

زَفرةُ العربيِّ الأخيرة

  • شعر :: عمر عبد الدائم


لا تسأليني من أكونُ أنا
أنا من أتاكِ مُضيِّعاً وَطَنا

أنا من يراكِ اليومَ أندلساً
غَرُبَتْ
فأحرقَ بعدها السُّفُنا

أنا من يذوبُ الشّهد في لُغتي
حيناً
وحيناً أذرِفُ الشّجَنا

مَن يحتفي بالوَهمِ سيدتي
إنْ لم يكن ذاك الشّقي..
أنا ؟!!
**
مِن ألف عامٍ كنتُ أسرِقُني
و أزَيِّفُ التاريخَ
و الزَّمَنَا

وهزائمي تترى
وأغنيتي..
بالنّصرِ تصدحُ
ماتزالُ هُنا

مِنْ ألفِ عامٍ أقتفي أثَرِي
و رمالُ حِقدي تحرِقُ المُدُنَا

وُلِدَتْ سِفاحاً فِتنَتي
فَغَدَتْ..
في كُلِّ بيتٍ تُنجِبُ الفِتَنا

مِن كربلاء ، وقَبلَها ،
و دمي ، للآن ، يروي الشامَ
و اليَمَنا

بِعْتُ الحِصانَ
وكعبتي سُبِيَتْ
وحياضُ قُدسي صار لابنِ زِنا

ما ثُرتُ أو حطّمتُ مِن وثنٍ
إلا صنعتُ مُجدّداً وثَنا
**
قالوا: الربيعُ!!
فقلتُ : يااا فرحي
سألُملِمُ الأزهارَ مُحتضِنا

وأطيرُ حُرّاً فوق مملكتي
وخيول أرضي ترتقي الحُصُنا

فإذا بهِ ريحٌ وعاصفةٌ
لم تُبقِ بيروتاً ولا عَدَنا

أضحى العِراقُ ثلاثةً ،
و دِمشقُ اثنين ،
والسُّودانُ ليس لنا

والمغربيُّ لِسوقِ غُربتهِ يقتادُ
والليبيُّ مُرتَهنا

**
إن كُنتَ تبكي مجدَ واحدةٍ
وحُرِمتَ فيها القبرَ والسّكنا

فاليوم كم غرناطةٍ قُتِلَتْ
سِرّاً
لتبكيها هنا عَلَنا

هي لعنة البترول
تُسكرنا
ليلاً
فنصبِحُ ندفع الثمنا
*****
طرابلس في
4 يناير 2020

شـــارك الخبر علي منصات التواصل

صحيفة فــــسانيا

صحيفة أسبوعية شاملة - منبع الصحافة الحرة

شاركنا بتعليقك على الخبر :