أزمة تعايش…وأزمة مواطنة

أزمة تعايش…وأزمة مواطنة

الدكتور : خليفة الأسود

يقول ابن خلدون في مقدمته..(إن الإنسانَ اجتماعيٌ بطبعه)، أي فُطر على العيش في جماعة، ويصعب عليه العيش منفرداً مهما توفرت له سبل الراحة و الرفاهية.

وكلمة انسان من الأنس، فهو يستأنس بمن حوله يتعايش معهم، ويتبادل معهم الأفكار والعادات والمعتقدات. وهكذا تتشكّل المجتمعات، بمزيج من الافراد والقبائل…فتتراكم الخبرات والمهارات القادرة على تأسيس مجتمعٍ ينعم فيه الجميع بالامن والاستقرار والنماء.

شروط التعايش السلمي…

-بالتواصل المباشر المستمر، وعلى كل المستويات: في العمل والاندية ومرافق التعليم….

-قبول الآخر كما هو لا كما أريد، مهما كانت عقيدته، وانتمائه القبلي او الحزبي، ولون بشرته، او جنسه. القبول يعني احترام إنسانيته، وثقافته، وحقه في الحياة والتمتّع بخيرات بلده دون نفي او ضرر او اقصاء.

-المواطنة..الضامنة للمساواة في الحقوق والواجبات، وتكافؤ الفرص، والعدل، والمشاركة السياسية.

-الاحترام المتبادل..الذي يُعزز الثقة، ويمد جسور الإخاء، والتعاون البنّاء.

معوقات التعايش السلمي…

-التعصب السياسي والعرقي والديني، واستخدام العنف والبلطجة لتحقيق مكاسب على حساب الآخرين والتفرّد بالمناصب السيادية والامتيازات الوظيفية.

-إحياء النزاعات القبلية، وتأجيج الانقسام.

-غياب العمل المؤسسي والقانوني والدستوري.

-تسميم البيئة السياسية، بأحزاب (مدنية) مجحفلة، والرضوخ لإملاءات خارجية، وثقافة البلد الغنيمة.

إنّ الفشلَ في حلحلة أزمة المواطنة والتعايش السلمي…ثمنها إنزلاق المجتمع الحتمي لمزيد التشردم والانحدار الى دائرة الاضطرابات وعدم الاستقرار وانتشار الجريمة والصراع المسلّح، وارتهان البلد لقوى خارجية، وهدر سيادته وثرواته المادية والبشرية.

شـــارك الخبر علي منصات التواصل

صحيفة فــــسانيا

صحيفة أسبوعية شاملة - منبع الصحافة الحرة

شاركنا بتعليقك على الخبر :