حوار :: انتصار الفلاني
التوحد مرض أثار العديد من التساؤلات والاستفسارات منذ اكتشافه حتى الآن ،حول كيفية الإصابة به وأسبابه ومظاهره وطرق التعامل معه ويوجد في كل مجتمع من المجتمعات فئة خاصة تتطلب تكيف خاص مع البيئة التي يعيشون فيها نتيجة لوضعهم الصحي الذي يوجد به خلل ما ،وهذا التكيف لا يأتي من قبلهم بل يقع عاتقه على من يحيطون بهم بتوجيه الاهتمام لهم مثلهم مثل أي شخص طبيعي يمارس حياته , الدكتورة سناء غشير (المركز الليبي للتدخل المبكر لمرض التوحد)لتطلعنا على مرض التوحد،أعراضه،والخطوات التي تساعد على العلاج.
ما هو مرض التوحد ؟
- عرف مرض التوحد منذ حوالي 60 سنة وتحديدا في عام 1943 م كان يندرج هذا المرض تحت مسميات أخرى هي (فصام الطفولة ) أو (اضطرابات الطفولة)ثم عرف هذا المرض باسم التوحد الذاتي بمعنى
-
(أن الطفل يعجز عن التواصل مع الآخر من أشخاص أو أش
ياء أو موضوعات حيث لا يمكن للطفل المصاب أن يلعب بلعبة ولا أن يتفاعل مع أي مجتمع ،بعكس الطفل السوي الذي يمكنه الاستجابة لأي موضوع والتفاعل والانسجام في أي بيئة حتى ولو كانت مختلفة تماما عن بيئته من حيث اللغة والتفكير ) .
متى تظهر أعراض المرض ؟
تظهر علامات التوحد في غضون الثلاث سنوات الأولى من عمر الطفل.
ما هي أسباب الاضطراب التوحدي ؟
إلى هذه اللحظة لم يتم تحديد السبب الرئيسي في حدوث هذا المرض وهناك بعض العوامل والتي يعتقد أنها تؤثر في الإصابة بهذا المرض .
منها(بعض أنواع اللقاح والعوامل الوراثية ،نقص الاكسجين عند الجنين ،عوامل نفسية ) و أؤكد على أن هذه العوامل لم يتم تصنيفها بشكل مؤكد على أنها من مسببات التوحد.
ما هي أعراض مرض التوحد ؟
ضعف التواصل البصري أو انعدامه نهائيا وهي أهم العلامات الرئيسية التي تقوم بالعمل عليها ولأن التواصل البصري يتماشى مع تفكير الطفل فنحن لا نستطيع سؤال الطفل عن الأشياء هل يعرف هذا الشيء أو ذاك ولكننا نستطيع التعرف على تفكير الطفل وملكاته من خلال سلوكياته يقوم الطفل المصاب بالتوحد بالدوران إلى ما لانهاية و أحيانا نراه يقوم بطرق الألعاب دون توقف بطريقة نمطية تبدأ و لا تنتهي من الأعراض أيضا نلاحظ بعض الأطفال المصابين يقومون بالمشي على رؤوس الأصابع وهم بهذا السلوك يقلدون أي شخص بعكس الأسوياء , لا يبدي الطفل أي اهتمام بمن حوله ولا يستمع ولا يكترث بهم
لا يدرك الخطر من الأشياء أثناء اللعب , لا يحب اللعب مع الآخرين ومشاركة الأطفال في اللعبة التعبير عن الرفض عن طريق البكاء الشديد الضحك بدون سبب معين وإذا سئل عن السبب لا يستطيع الإجابة ذلك لعدم إدراكه للمفاهيم يقوم باستمرار يلف الأشياء ويكرر اللف أكثر من مرةليس لديه القدرة على الإبداع في اللعب .. استخدام لغة غريبة وأحيانا يكرر الكلمات مثل الببغاء .
لا يحب الحضن أو الاحتضان ويقاومه بشدة
ما هي طرق العلاج لمرض التوحد ؟
التواصل اللفظي وغير اللفظي ونحن في المركز نشتغل على التواصل الاجتماعي مع الطفل ويجب إقحام الأهل عن طريق مراقبة أطفالهم. قد يتجه بعض المعالجين لاتخاذ العلاج بالأكسجين أو العلاج .
عن طريق بعض الأنظمة الغذائية ومنع الطفل من تناول نوع معين من الغذاء ولكننا في المركز الليبي للتدخل السريع .
نستخدم العلاج عن طريق تهذيب السلوك وتغييره ونركز على التعليم الخاص والتطور في المهارات المتعلقة بالتعليم ومن ضمن العلاج أيضا اتباع الأسلوب الاجتماعي من خلال اللعب والتكرار والتعامل مع الأدوات في اللعب وتحسين الظروف البيئية للطفل لتواصل ودعم العلاقة بين الأسرة والمركز من أهم أسباب نجاح العلاج.
ما هي الصعوبات التي تواجه الأسرة والمركز في التعامل مع الطفل التوحدي ؟
الصعوبات التي تواجه الأهل هي : عدم الوعي عندما يتعامل مع الحالة بدون وعي نحن نشتغل على الحالة من البدايات أفضل يجب اشتراك الأسرة في العلاج .. الخوف الشديد على الطفل يؤدي إلى نتيجة عكسية .. عدم الاهتمام بطريقة تنفيذ التعليمات من المركز مع الطفل في البيت
الصعوبات التي تواجه المركز عدم تفاعل الأهل مع المركز
أحيانا يتوقف الأهل لفترة عن العلاج مما يؤدي إلى تراجع الحالة تعدد التعامل مع مجموعة من المراكز ويجعلوا من الطفل حقل تجارب .. الاعتماد على المعلومات الفيسبوكية و إدراجها من قبل الأهل في علاج حالة الطفل
هل يوجد دعم من الدولة لمراكز علاج التوحد ؟
لا لم نتلقى أي مساعدات من الدولة و في التركيز على أن سبب التوحد ربما يكون خللا عضويا ومهما كانت الأسباب فإن التدخل المبكر يعتبر من أهم مراحل العلاج .
بالإضافة إلى برامج التربية الخاصة الموجهة و كما أن العلماء وحتى هذه اللحظة لم يتمكنوا من الوصول إلى علاج طبي يشفي المصابين بالتوحد تماما حيث أن بعض أعراض التوحد تستمر مدى الحياة.
ولكن نجح بعض الباحثين في تقليص هذه الأعراض عن طريق الغذاء والملاحق الغذائية المساندة لمساعدة المصاب بالتوحد .
