- علي إسبيق
وهل منها ما جاء في ذيل تاريخ بغداد (2/ 72): (أخبرنا أبو القاسم عبيد الله بن المبارك ابن السيبي بقراءتي عليه في منزلنا قال: أنبأنا أبو الفتح محمد بن عبد الباقي بن أحمد حدثنا أبو محمد الحسن بن عبد الملك بن محمد بن يوسف إملاء قال: قرأت على أبي محمد الحسن بن محمد الخلال قلت له: حدثكم أبو حفص عمر بن أحمد بن عثمان بن شاهين إملاء حدثنا أبوبكر عبد الله بن سليمان بن الأشعث السجستاني حدثنا أحمد بن عبد الرحمن بن وهب حدثني عمي عبد الله بن وهب عن ابن شهاب الزهري عن سعيد بن المسيب عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((السلطان ظل الله في الأرض يأوى إليه الضعيف وبه ينتصر المظلوم ومن أكرم سلطان الله عز وجل في الدنيا أكرمه الله يوم القيامة)) وهل منها ما رواه معمر بن راشد في جامعه (11/ 344، رقم: 20715 – أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ زَيْدِ بْنِ يُثَيْعٍ، عَنْ حُذَيْفَةَ، قَالَ: «مَا مَشَى قَوْمٌ إِلَى سُلْطَانِ اللَّهِ فِي الْأَرْضِ لِيُذِلُّوهُ، إِلَّا أَذَلَّهُمُ اللَّهُ قَبْلَ أَنْ يَمُوتُوا». لا يعنيني القذافي بقدر ما يعنيني الحديث الشريف ، نعم لقد أهنا القذافي ، بل تمادينا في إهانتنا ، سواء كان جيدا أو سيئا ، كان القذافي سلطاننا وولي أمرنا ، شئنا أم أبينا ، وافقناه أم عارضناه ، كان مصيبا أو مخطئا ، نحبه أو نكرهه ، عاقلا أو مجنونا ، لقد أخطأنا ، ونكلنا به ، وما تتابع هذه النكبات إلا جزء بسيط من الذل الذي ضرب علينا ، الحديث واضح وصريح ، توعد بالخزي والهوان لكل من ذل سلطانه ، حيث لم يذكر إلا عاقبة الفعل ، ولم يذكر أي صفة للفاعل والمفعول به ، ومن هنا أقول لنعد ونصلح مايمكننا أن نصلحه ، لنبحث عن قبر الرجل ، ولنقِمْ له جنازة تليق برجل حكمنا لعقود ، ولنسأل الله أن يغفر لنا ، أما هو فبين يديه ، وسيجازيه الجزاء العادل ، الجزاء الذي لا شك فيه ، وجهة نظر قد تكون صائبة أو خاطئة لكنها لا يجب أن تهمل . .