أعي ما أقول

أعي ما أقول

  • عادل الهمامي

أَعِي مَا أَقُولُ

وَ لَيْسَ بِوِسْعِي احْتِرَام الجِرَاحِ

وَ لاَ فَيْضَ دَمْعِي الذّي لاَ يَزُولُ

أَعِي مَا أَقُولُ

* * *

جِرَاحِي تَفِيضُ عَلَى شُرْفَةٍ مِنْ ذُهُولٍ

وَ صَدْرِي يُغَادِرُنِي نَحْوَ جَمْرِ الثَّنَايَا

فَأَسْأَلُ عَنْ لَوْنِ عَاشِقَةٍ لاَ تُفَرِّقُ بَيْنَ مَرَارَةِ وَجْهِي

وَ طَعْمِ النَّشِيج

وَ أَمْتَدُّ مِنْ صَرْخَةٍ فِي السُّؤَالِ

إِلَى رَعْشَةٍ مِنْ مَرَايَا الضَّيَاعِ

لَعَلِّي أُرَاوِدُ حُلْمًا سَيَأْتِي

لَعَلِّي أَرَى سِنْدِيَانًا تَعَرَّى مِنَ الوَقْتِ

أَوْ لَحْظَةً لَمْ يَنَلْهَا الأُفُولُ

فَأَمْضِي

وَ بِي رَغْبَة في الأَمَانِي

لَعَلِّي أُلاَمِسُ عِشْقًا يَطُولُ

أَعِي مَا أَقُولُ

***

أُؤَثِّثُ صَمْتِي نَشِيدًا

وَ قَلْبِي المُوَزَّعُ مِثْلَ الثَّنَايَا على أَلْفِ عَاشِقَةٍ

أَسْتَعِيدُ إِلَيْهِ طُقُوسَ البِدَايَاتِ

أَكْتُبُ عَنْ فَاتِنَةٍ لَمْ تُبَارحْ أُنُوثَتَهَا

أَرْسُمُ الحُبَّ في جَسَدٍ مُثْقَلٍ بِالهَمْسِ

أَوْ جَسَدٍ شَاحِبٍ مِنْ ذُنُوبِ الزَّمَانِ

وَ أَتْلُو احْتِرَاقِي بَعِيدًا عَنِ الظِّلِّ

أَكْتُبُ عَنْ شَغَفِ الدَّمْعِ بِالأُقْحُوَانِ

وَ عَنْ مُدُنٍ لاَ تُؤَرِّخُ خَطْوَ الصَّعَالِيكِ

أَكْتُبُ عَنْ شَاعِرٍ هَدَّهُ العِشْقُ

وَهْوَ يُغَنِّي عَنِ اليَاسَمِينِ

وَ عَنْ مَوْعِدٍ لَمْ تَزُرْهُ المَرَايَا

وَ أَفْتَحُ صَوْتًا على زَمَنٍ حَافِلٍ بِالجِرَاحَاتِ

أَمْشِي

وَ وَجْهِي يُرَاوِدُهُ الإِغْتِرَابُ

أَعِي أَنَّ شَدْوِي اعْتَرَاهُ الوُصُولُ

أَعِي أَنَّ دَمْعِي مَرِيرٌ كَعُمرِي

وَ أَنَّ فُؤَادِي احْتَوَاهُ الذُّهُولُ

أَعِي مَا أَقُولُ

* * *

أُعَلِّقُ وَشْمِي عَلَى أُمْنِيَاتِي

وَ أَفْضَحُ حُزْنِي عَلَى أُغْنِيَاتِي

أُمَارِسُ تَبْغَ الكَثَافَةِ وَحْدِي

وَ عِنْدَ المَسَاءَاتِ أَسْكَرُ بِالعَاشِقَاتِ

كَثِيفٌ أَنَا

وَ الفُتُوحَاتُ وَقْعِي

وَ فَيْضِي يَفِيضُ على النَّبْضِ

دَمْعًا على دَمْعِي السَّوَادُ يَسِيلُ

وَ هَذَا العَوِيلُ

جَنَازَةُ صَمْتٍ أَتَاهُ الهَدِيلُ

وَ إِنِّي أَسِيلُ

وَ عُمْقِي احْتِرَاقٌ

وَ لَيْلِي طَوِيلُ

أُبَارِحُ سَيْلَ المَرَاثِي بِصَمْتِي

وَ فِي مَوْلِدِ الاِشْتِعَالاَتِ أُوقِدُ نَرْجَسَةً للصَّبَاحِ

تُؤَثِّثُ وَجْهًا لِعَذْرَاءَ لاَ يَشْتَهِيهَا الذُّبُولُ

أُظَلِّلُ أَرْصِفَتِي بِالقَصِيدِ

أُغَنِّي

فَبِالشِّعْرِ تَأْتِي الأُصُولُ

أَعِي مَا أَقُولُ

* * *

أَعِي أَنَّ وَعْيِي عَنَاءٌ تَجَلَّى

وَ أَنَّ جِرَاحِي مُكُوثٌ تَدَلَّى

أَعِي أَنَّ شِعْرِي امْتِدَادٌ لِدَمْعِي

وَ أَنَّ الرَّبِيعَ بِعُمْرِي أَخَلَّ

أَعِي أَنَّ قَلْبِي بَرِيءٌ كَظِلِّي

وَ أَنَّ الخَرَابَ عَلَيَّ أَطَلَّ

فَلاَ ذَنْبَ لِي قَدْ أَتَاهُ الغِيَابُ

وَ لاَ وَرْدَ عِنْدِي سَقَتْهُ السُّيُولُ

أَعِي مَا أَعِي

أَوْ أَعِي مَا أَقُولُ

خُطَايَ ثَبَاتٌ

وَ رُوحِي شَتَاتٌ

وَ عِشْقِي نَوَاةٌ … مَحَتْهَا الفُصُولُ

وَ إِنّي أَعِي أَنَّ خَمْرِي اتِّقَادٌ

وَ أَنِّي القَوَافِي

وَ وَقْعِي فَعُولُ

فَجَاءَ القَصِيدُ مَلاَذًا لِبَوْحِي

فَقُلْتُ بِجُرْحِي :

أَعِي مَا أَقُولُ

حي الإنطلاقة (تونس): 30 جانفي 1999

شـــارك الخبر علي منصات التواصل

صحيفة فــــسانيا

صحيفة أسبوعية شاملة - منبع الصحافة الحرة

شاركنا بتعليقك على الخبر :