أماليزا

أماليزا

عثمان البوسيفي

كنت أريد الحديث عن وضع الانتخابات الليبية والصراع الخفي لحكم بؤساء يحلمون في وضح النهار بحياة يستحقها البشر لكن ما حدث للسيدة التي قادتها الأقدار إلى مدينة سبها للحياة فيها لاجئة لا تملك من حقوق اللجوء شيئا فقط أنها محسوبة غريبة عن بلد أحبته ووصفت الليبيين أنهم رائعون في حديث سابق في فسانيا التي نقلت ظروف حياتها البائسة ومع ذلك كانت سعيدة بما تجده من ارتياح وهي تقطن قارعة الطريق بعد أن فرت من بلد لا تتوفر فيه أسباب الحياة ووجدت نفسها في بلد هو الآخر يعاني اسمه ليبيا. أماليزا طموحها بسيط جدا هو أن تجد قوت يومها حتى وإن كانت تفترش بقايا الصناديق الكرتونية فغاية مرادها أن تسد جوعها بلقيمات قليلة فالعمر يزحف نحوها بسرعة ليخبرها أنها ما عادت تملك الكثير بتقدير عمر الإنسان في هذه الأزمان . وجب الاعتراف أني أكتب هذا المقال بحزن حين عرفت أنها طردت من كونها الورق وتم حرقه في وقت كان التفكير الصائب أن نبحث عن سكن يليق بلاجئة فرت من براثن القتل والفقر لتجد نفسها بيننا . يا لهذا البؤس الذي تمارسه بعض الشخوص الخالية من الإنسانية والتي تفتقد أي ذرة من الرحمة والعطف والإحسان. سامحينا أماليزا فقد توسد المجرمون هذه البلاد الغنية في ثرواتها والفقيرة في العدالة والرحمة وبات الكل تحت رحمتهم. أعلم علم اليقين أن الكتابة عنكِ لن تغير شيئا في مجتمع يركض خلف أحلامه وقد فقد الكثير من وهجه. الأمل كبير في تدافع الناس النقية والبحث عن منزل صغير يقي السيدة التي أحبتنا وما أحببناها برد الشتاء القادم ويؤكد أن الخير باقٍ في الأمكنة ما بقي الإنسان ويؤكد أن الأشرار يقابلهم أخيار يصنعون الخير في بقعة ساخنة على مواطنيها والغرباء بقسوة متقاربة. شكرا كبيرة بحجم السماء لفسانيا التي دافعت عن حق هذه السيدة الرائعة في حياة جيدة بما تبقى لها من عمر مر أكثره في حياة البؤس . أماليزا أتمنى لك ظروفا أفضل وحياة أفضل في مكان أفضل . أماليزا دمت رائعة رغم المحن.

شـــارك الخبر علي منصات التواصل

صحيفة فــــسانيا

صحيفة أسبوعية شاملة - منبع الصحافة الحرة

شاركنا بتعليقك على الخبر :