عولمة في غدوة وعولمة في سبها

عولمة في غدوة وعولمة في سبها

سالم أبوظهير

الباحث الأكاديمي وعضو هيئة التدريس بجامعة سبها، الأستاذ المبروك محمد أبوسبيحة، نشر في عام 2013 م ، في مجلة العلوم الإنسانية التي تصدرها جامعته، دراسة اجتماعية علمية مهمة، قارن فيها بين الريف والحضر في المنطقة الجنوبية . واستكشف في الدراسة تأثير العولمة على القيم الاجتماعية في الجنوب الليبي.

المجال المكاني للدراسة كان بمنطقة غدوة ، وهي قرية صغيرة تقع جنوب شرق سبها، التي اعتمدها الباحث كنموذج للريف في الدراسة ، فيما اعتمد مدينة سبها كنموذج للحضر، واختار من غدوة وسبها عينة عشوائية من 400 فرد من أرباب الأسر، اعتمدهم كمجال بشري لدراسته.

معتمداً على المنهج الوصفي التحليلي، لأنه الأنسب لدراسة طبيعة الواقع الاجتماعي. بعد مقدمة الدراسة استعرض الباحث عدداً من المفاهيم لمصطلحي العولمة والقيم بشكل عام ، وخلص إلى أن العولمة تعكس أيديولوجيا إرادة الدول المهيمنة على العالم ، بهدف سيطرة الأفكار والقيم التي تحملها على باقي دول العالم ، عبر الفضائيات والإنترنت وغيرها من الوسائل , أما القيم فيري أنها الأفكار والمثل وتصورات الناس الضمنية حول عدد من المفاهيم المختلفة

 . في الجانب الميداني طرح الباحث التساؤل الرئيسي للدراسة وهو هل العولمة وزيادة الانفتاح على العالم الخارجي ، والتحرر عن القيم التقليدية ،تؤثر على القيم الاجتماعية ؟ وحدد هذه القيم التقليدية تحديداً دقيقا في : القيم الأسرية ، ومكانة المرأة وعملها، وتنشئة الأبناء ، وضعف التماسك الأسري والقبلي .

وطرح هذا السؤال على عدد 400 مشارك في البحث موزعين بالتساوي بين أرباب الأسر في قرية غدوة ،والأرباب في مدينة سبها.

من النتائج المهمة التي توصلت إليها دراسة أبوسبيحة ، تأكيدها على حدوث تغيرات حدثت على صعيد الأسرة الليبية في الجنوب الليبي بسبب آثار العولمة ، وتأكيدها أيضا على أن بعض هذه التغييرات على سبيل المثال (بحسب نتائج الدراسة) أن (59.8%) من المشاركين في الدراسة مؤيدون لفكرة الاستقلال المعيشي للأسر الصغيرة ، وأن (54. من الآباء يرفضون أن يتوارث أبناؤهم مهنهم، بل يشجعونهم على مزاولة مهن جديدة مختلفة.

 وفي ذات السياق أكد (70%) من الآباء حرصهم على زيادة تعليم أبنائهم. وفي مجال مختلف أكد (73.3%) ممن شاركوا في الدراسة على تغير دور المرأة إيجابيا (بسبب العولمة) خصوصا فيما يتعلق بالعمل والتعليم.وأنه وبسبب الانفتاح فإن (72.3%) من المشتركين في الدراسة، كانوا ضد فكرة زواج الأقارب، وما نسبته (64%) ضد فكرة تعدد الزوجات ،ومن النتائج أيضا ما اعتقده نسبة (18%) من المشاركين من أن المرأة الجنوبية لا يمكنها العمل جنبا لجنب مع أخيها الرجل..!!.

ختم أبوسبيحة دراسته بجملة من التوصيات المهمة التي لا تتسع المساحة لسردها هنا، لكنها متاحة على شبكة الإنترنت لمن يهتم.

شـــارك الخبر علي منصات التواصل

صحيفة فــــسانيا

صحيفة أسبوعية شاملة - منبع الصحافة الحرة

شاركنا بتعليقك على الخبر :