أمي

أمي

  • عرادي نصري

كنت أعود إلى البيت كلّ يوم لأشاهد “ريمي

و كنت أردّد معها “أنتِ الأمان، أنتِ الحنان

من تحت قدميك لنا الجنان

عندما تضحكين تضحك الحياة

تزهر الآمال في طريقنا، نحس بالأمان

أمي، أمي، أمي

نبض قلبي، نبع الحنان

وكنت أخبّئ دموعي وأنا أمشّط البيت لأبحث عنكِ.

وكلّما خرجت للّعب مع أطفال الحيّ

وتشاجرت معهم

كانت كلّ أمّ تدافع بضراوة عن ابنها الذي لا يخطئ أبدا

ولأنّي المخطئ دائما كنت أدافع عن نفسي بالهروب إلى غرفتي وهناك أخبّئ دموعي وأبحث عنكِ.

يوم أكملت دراستي الجامعيّة جاء أبي وأخي وأعمامي ليشهدوا الحفل تركتهم وانزويت خلف مدرج الكلّية كي أخبّئ دموعي وأبحث عنكِ.

زملائي في العمل استغربوا من الشّيب الذي غزا شعري

ورموا أنّ سببه مهنة التّدريس

و وحدي أعرف أنّي كلّما بحثت عنكِ ولم أجدكِ التهم الشيّب شعرة جديدة من رأسي.

في آخر محاولة للبحث عنكِ صرت أتدرّب على كتابة الشّعر لكنّني فشلت

أكتب قصائد وأحفظها

أكتب قصائد وأحرقها

أكتب قصائد وأنساها

أكتب قصائد وأبكي

أبكي قصائد وأكتبها

أبكي.. أبكي.. لأني لم أجدكِ.

شـــارك الخبر علي منصات التواصل

صحيفة فــــسانيا

صحيفة أسبوعية شاملة - منبع الصحافة الحرة

شاركنا بتعليقك على الخبر :