- محمد الصالح الغريسي
لم ينــــــجِ “خيبــــرَ” جنـــــدُها الأشرارُ
لا حصنُـــــــها الجبّــــــــار لا الأســــوارُ
خانـوا رســــــــول الله ما وعـــــدوا به
لا أفلــــــــح الخــــــــوّانُ و الغــــــــــدّارُ
تاهـــــوا، تبعثر عقــــدهم و تنــــاثروا
و تفــــرّقـــــت أحـــزابــــــها الكُفَّـــــــــارُ
و كأنّمـــا التّــــــــــاريخُ بعضُ هنيهــةٍ
و إذا بغــــــــزّةَ ينشـــــبُ الإعصـــــــارُ
و قريظةٌ و بنــــو النّظــيرِ و قَيْنُقَـــــا
عُ جميعُهُـمْ، هطلـــــــت بهم أمطــارُ
5
من كلّ صوب أقبلـــوا بشــرورهــــم
“وعــــدُ الإلــــه و شعبـُــــــهُ المختـــارُ“
قالــوا لنا: “الأرض هــــــــذه أرضُنــَـــا
و كـــــــــذا السّمــاءُ و هــذهِ الأمصارُ
وعــــدٌ مـــن الـــربِّ الإلـــــــهِ و منّــــةٌ
نحــن اللّبـــابُ و خَلْقُـــه الأخْيـَــــــــــارُ
الصّـــالحـــــون العاملــــون بقــــولــه
نحــــــن الجنـــــود يقــــودنا الأحبـــــارُ
نحــــن الألى صغنــا الحياة فأذعنت
و الآخــــــــرون حُثـــَــــــالَةٌ “أًغْيــَـــــــــارُ“
و القــدس هــــذه “أورشليم” مزارُنَا
و محجُّـــــنَـــــــا و مُقامُنَـــــا و الــــدّارُ“
10
خسئــوا و باءت بالبـــــوار فلولهـــم
بل هـــــــــم بذور الشــــرّ و الأشــرارُ
سل أهل غزّةَ ما الّذي صنعوا بــها
ستجيــــب أبـــــــراج بهــــــا تنهـــــــــارُ
صـــــارت ركـــاما بعد عينٍ واختفتْ
و خبت نفــــــوس، و انطفــت أنوارُ
و بــدا الخـــراب بكـــــلّ حـــيّ آمـــــن
حســــــرات ثكلى دمعــــها مــــــدرارُ
و دمــــوع أطفـــــال تهــــدّم بيتهـــم
فقـــــــدوا المُعِيلَ، أصابهم إعســـارُ
15
و قســــت قلـــوب لا تلين لحالهـــم
حـــــال تئــــــــــــــــنّ لثقلـــــــها الأوزارُ
لكـــــنّ غـــــــزّة أمّــــــــة في ذاتـــــــها
نعــــم البــــلاد و شعبهــــا الجبّـــــــارُ
شعب البـــواسل لا يشـقّ غبـــــــاره
شعــــــــب أبـــــيّ صــــامد مغـــــوارُ
ســــــام العــــــدوَّ مذلّـــة بسلاحــــــه
“ياسيـــنُ” و “القسّامُ” و “البتّـــــــارُ“
ما “خَــانَ يونس”عهده يوم الوغى
متذرّعا، لا “الضّيـــف”لا “السّنـــوارُ“
20
أبطـــــــــــال غـــــــــزّة درّة بجبيننــــــا
مثــــل السّــــماء تزينـــــــها الأقمــارُ
و “أبو عبيـــــدة” إذ يجيء مبشّــــرا
تصبــو القلـــوب إليــــه و الأبصـــارُ
بشــــــــرى من الله العـــليّ و منــــة
جنّـــــــات عــــــدن تحتهــــا الأنهــــــار
طوبى لمن بذلــوا النّفيس لوجهه
زلـفــــى، و دار الله نعــــم الـــــــــدّارُ