أمْسِيَةُ الشّعْرِ اللّيبِيّ بَيْنَ أحْضَان ِشُعْبَة الفُصْحَى فِي اتّحَادِ الكُتّاب المَصْرِيّ

أمْسِيَةُ الشّعْرِ اللّيبِيّ بَيْنَ أحْضَان ِشُعْبَة الفُصْحَى فِي اتّحَادِ الكُتّاب المَصْرِيّ

خاص/مصر.

تحت رعاية اتحاد كُتّاب مصر وضمن فعاليات مؤسسة متون الثقافية وتحت إشرافها مؤسسة متون الثقافية الليبية نظمت الأيام القليلة الماضية شعبة شعر الفصحى في اتحاد الكُتّاب بالتعاون مع لجنة العلاقات العربية في الاتحاد ذاته أمسية شعرية ليبية للشعراء غادة البشاري ونيفين الهوني وعبد الله عبدالباري و مفتاح العلواني و الصادق السوسي حيث قدم فيها د. حسام عقل لمحة تاريخية عن الشعر الليبي وقراءة نقدية لنصوص الشعراء المشاركين وذلك بقاعة نقابة اتحاد الكتاب المصري وبحضور كل من : دكتور علاء عبدالهادي رئيس اتحاد الكُتّاب المصري الدكتورة غالية البحيري مندوب وزارة الصناعة والأخ الشاعر والكاتب حسن أحمد اللوزي عضو مجلس الشوري للجمهورية اليمنية والمستشار فوزي الغويل رئيس المكتب الفني لمجلس وزراء الإعلام العربي بجامعة الدول العربية والدكتورة زينب أبوسنة صاحب دار افاتار للطباعة والنشر والتوزيع والدكتور والقاص زياد علي والصحافية الشاعرة والقاصة مريم العجيلي والشاعر بلقاسم السحاتي والشاعر والفنان عصام الصابري والأستاذ محمد الوراد ودكتورة الأدب والنقد حنان الصغير الأستاذ السيد السنوسي والسيدة أمينة العبيدي واللجنة الإعلامية اتحاد كُتّاب مصر برئاسة د. حمدي شتا الشاعرة غادة صلاح الدين صاحبة صالون غادة صلاح الدين القاص محمد عقيلة العمامي والشاعر الأديب محمد المغبوب والشاعر محمود حسن عبدالتواب رئيس مجلس إدارة مؤسسة الكارما الثقافية والشاعر المصري محمد فهد عثمان والشاعر ثروت سليم وأعضاء لجنة شعبة شعر الفصحى في الاتحاد أحمد إبراهيم جاد وعصام بدر والمنسق الإعلامي للشعبة الشاعر أحمد موسى ولفيف من المتذوقين والمهتمين بالشعر والشعراء جَدْوَى التّلَاقُح وَالتّكَامُل بَيْن البَلَدَيْنِ التّوْأمِ. حيث بدأت الأمسية بكلمات ترحيبية لكل من الأستاذ الشاعر عاطف الجندي رئيس شعبة الفصحى بالاتحاد والأستاذ الشاعر ثروت سليم مقرر لجنة شعبة الشعر الفصيح ومن ثم…

انتقلت الكلمة للدكتور زينهم البدوي سكرتير عام اتحاد كتاب مصر وعلى إثرها أعطيت الكلمة للأستاذة الشاعرة غادة البشاري رئيس مجلس إدارة مؤسسة فتون الثقافية والتي جاء فيها : السيد الدكتور علاء عبد الهادي رئيس نقابة اتحاد الكُتاب المصري السيد زينهم بدوي سكرتير عام الاتحاد والسيد عاطف الجندي رئيس شعبة الفصحى بالاتحاد وأصحاب الكرامات الشعرية وأساطين البيان المترع بالإبداع والفخامة ..من البلد الواحد مصر وليبيا الإعلاميون الأجلاء .. الحضور الكريم.. السيدات والسادة ..السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ، هي لم تتأخر كعادتها.. مصر الترحاب .. مصر قلب الأمة ونِيلها الدافق في كل العروق متمثلة في اتحاد كُتابها العريق الذي احتضن هذه الأمسية الليبية المصرية في قاعة قلبه النابض بالإبداع والخبرة والريادة وإننا نحظى اليوم بشرف متعة ولهفة التلاقي بين شعراء ليبيا ومصر البلد التوأم الذي طالما كان على أهبة المحبة و الوفاء لأشقائه الليبيين إن بلداننا اليوم في تحدٍ كبير أمام هذه الأزمات التي تمر بها ..وحرياً بنا أن نكون على قدر من المسؤولية كنخب ثقافية وإبداعية تعي تماما أن الأدب والثقافة بشكل عام أهم صور القوى الناعمة التي تصلح ما أفسده المفسدون ، والتي نجد فيها مبتغانا للتغيير إلى الصالح .. ونستطيع بها أن نقدم لشعوبنا العربية النقاء والمحبة والسلام وفق هذه الركائز كانت مؤسسة متون الثقافية الليبية منذ نشأتها ورغم حداثة عمرها تحاول جاهدة أن ترسم خِططَها وتُعد برامجَها بأن يكون لها أثرٌ حقيقي وجاد في المشهد الثقافي النخبويّ والوعي الثقافي العام .. وأن تكون آصرةُ الثقافة العربية آصرةً نشطة وفاعلة وحقيقية حتى تكون قدوةً ونموذجا يُحتذى به وحيث أننا في مؤسسة متون الثقافية نؤمن بجدوى التلاقح والتكامل ،وضرورة تجسيد صوت الشعر العربي الواحد … ونعي تماما تلك اللحظة التي يتفاعل بها الشاعر، و تلك الدهشة التي نزف كثيرا كي ينثرها عبقاً في قلوب مستمعيه . وندرك جيدا أهميةَ الإنصات الخصب لإنسانية الشعر لذا لا يسعنا اليوم إلا أن نعبر عن مدى سعادتنا، وتقديرنا العظيم لمشاركة الشعراء المصريين لإخوانهم الشعراء من ليبيا في هذه الليلة التي تجسد الوحدة الشعرية والأدبية ما بين بلدينا ..وكذلك نتقدم بعظيم الامتنان لاتحاد الكُتاب المصري عامة و شعبة الفصحى خاصة على احتضان هذه الفعالية الليبية المصرية ، والذي عودنا دائما على أن يمدد قلبه لاحتواء كل ما من شأنه إحياء نبتةٍ في بستان لغتنا العربية الزاهرة شكرا على حسن استماعكم .، تقبلوا قلوبَنا تحية وسلاماً واعتزازا ولا أنسى أن أنوه إلى أنه قد تعذر على اثنين من الشعراء الحضور وهم الشاعر الصادق السوسي والشاعر مفتاح العلواني وذلك لتعثر إجراء والإعلام عام 2007 وديوان تسابيح النوارس إصدار الدار المصرية السعودية عام 2010 وبوح الحديث دخولهم لمصر شكرا لكم وعلى إثرها انطلقت الأمسية بالشاعرة والقاصة الليبية نيفين الهوني حيث قرأت بعض نصوصها التي تنوعت بين القديم والذي نشر في دواوينها عمس المساءات الثلاث إصدار المؤسسة الوطنية للثقافة منه والذي ينشر قريبا في مخطوطها تحت الطباعة إضمامة البوح الأخيرة أما الشاعر عبدالله عبدالباري فقد اختار نصوصه من ديوانيه قطرات من شلال الألم وصندوق قديم ومن ثم ألقت الشاعرة الليبية غادة البشاري بعض نصوصها السابقة من دواوينها حين نستظل بالجمر ووجهي الذي سقط سهوا و كعصفور الجنة يبعث حيا وبعض من جديد كتاباتها بمزج بين الشعراء الليبيين وبين شعراء الاتحاد الشاعر عاطف الجندي الذي قرأ من ديوانه والشاعر أحمد إبراهيم جاد والشاعر عصام بدر والشاعر أحمد موسى والشاعر ثروت سليم

مُتُون تَحْتَضِنُ ضُيُوفَ الأمْسِيَة وَشِعْرَهُمْ أيْضًا. وبعد الاستراحة البسيطة وحبا في الشعر قامت مؤسسة متون الثقافية بدعوة ضيوف الأمسية الشعرية للمشاركة في الاحتفاء بأمسية الشعر والشعراء حيث ألقى كل من الشعراء الشاعر بلقاسم السحاتي والشاعر عصام الصابري وابنة الجنوب الشاعرة سلمى بن ناجم والشاعرة نعمة الفيتوري والكاتب محمد المغبوب الذي قال كلمة وفي مزج بين الشعراء بين البلدين ألقى أيضا من شعراء مصر كل من الشاعر عاطف الجندي والشاعر محمد فهد عثمان الدكتورة الشاعرة زينب أبو سنة والأستاذ الشاعر محمود حسن والشاعر أحمد إبراهيم جاد والشاعر عصام بدر والشاعر أحمد موسى والشاعر ثروت سليم الدّكْتُور النّاقِد حُسَام عَقْل قَالَ عَنْ شَاعِرِيّتِهِمْ عبدالله عبدالباري يستخدم قصيدة النثر بذكاء ويوظف شعره في حدود ما قرأته له آلية التكرار الأسلوبي يشتغل على آلية التكرار ويخلق منها نسق الصور والأخيلة وتستطيع أن تهتدي على هذا النسق بالمثل الحي قصيدة طاغوت الطواغيت (قلوبنا طواغيت / محبتنا طواغيت /أوطاننا المنكسة الرأس طاغوت / كل شيء يدير الرأس للركوع والمذلة ووووالخ ويقول في النهاية وحتى أحلامنا المؤجلة أكبر طاغوت). عبدالله عبدالباري شاعريته تحمل ما نسميه السهل الممتنع وهو مصطلح رومنتيكي ) أما نيفين الهوني تستعيد نفس الزمن الرومانتيكي المجنح قصيدتها رومانتكية بامتياز وذات أبعاد أيروتيكية أحيانا على نحو يذكرنا بمصطلح الراحل الدكتور لطفي عبدالبديع قصيدة الجسد رومانتيكيتها تتنزل على أطياف ودرجات لكن الحب كما يظهر في شعريتها حالة ارتحال وانظروا معي في نصها هذا مثالا لا حصرا إلى هذه الصورة (حين/ استأذن الحب/ جلس في قاعة الانتظار/ يترقب دق نواقيس الإبحار/ ومستعجلا عقارب الوقت/ نسى عند المغادرة./ رحالا يقبع بداخلي) هذه شاعرية الارتحال وقد كانوا يسمونها في النقد الفرنسي (رابو)المسافر المختل لأنه يرتحل في كل بقعة في كل وادٍ القصيدة في حد ذاتها حالة ارتحال . وغادة البشاري تحمل عدة سمات في قصيدتها جسارة العبور لا تنتظر حبيبها حتى يأتي إليها بل تعبر إليه وتقتنص عشقه بجسارة وكأنني أمام حفصة بن الحاج وهي التي تحركت بالشعرية المعكوسة لا تنتظر حتى يأتي المحبوب بل تذهب هي إلى المحبوب بجسارة وفي الشعر الليبي مقادير من الجسارة وما في مخيلتي هي صورة حفصة بنت الحاج عندما اقتنصت محبوبها وخايلته قائلة تزور ولا تزور فإن قلبي إلى ما تشتهي أبدا يميل ووالخ إلى آخر القصيدة هذه الشعرية يخرج من رحمها بالضبط غادة البشاري ولا أدري مدى تواصل الشاعرة مع الشعر الأندلسي لكن كثيرا من الثيمات الأندلسية تترقرق وتتألق في شعرها وهي تستخدم مجموعة من الرمزيات رمزية الطيران والمطارات ورمزية الغريب مثل (تصادر عيناك مطبات جنوني / تعتقل تقلباتي الجوية/ كيف يشعوذني صيفك بكل هذا الإغواء/ كيف تذلني شفتاك في مدينة تعتقل الماء والعشب / تقشر القلوب في مواسم الإضراب وتقذفها حية بين ركاب العربات الميتة) شعرية غادة البشاري هي شعرية رفيف الحب المحلق المجنح الذي تحده فضاءات مسيجة ومقيدة ذات أزمة أبو العلاء فهو يريد أن يجنح وأن يحلق ولكن أشياء تمنعه من التحليق نفس ذات هذه الشعرية تظهر في معظم قصائد غادة البشاري ولجوئها للومضات أمر لافت للنظر وفي شعريتها أمران غرابة الصورة الشعرية والإدهاش فهي تستخدم صورة جديدة مثل قلبي سمين بما يكفي لمعدة ثلاثين ذئبا لكن سعراته الحرارية تشير دائما إلى الصفر فهي لا تستخدم أبدا اللغة المستهلكة ولذلك فهي طورت موضوع قصيدة النثر إلى الومضة وإصرارها على توظيف قصيدة الومضة ما كتبته هو كبسولة نقدية صغيرة أردت من خلالها أن أطل على هذه الشاعرية الباذخة المتألقة حسنا فعلت شعبة الشعر الفصيح بالاتحاد والتي اقتربت من هذه القارة بغزارة الإنتاج ونظار الرؤيا وطزاجة المقاربة والتعرف

ومن داخل الأمسية اخترنا لكم هذه النصوص قصيدة استراحة عاشق الشاعر عاطف الجندي من قال إنى قد نسيتُ هواكِ ؟ مازلتُ قلبا يشتهي لرضاكِ يا وِردُ هذا البوحِ في ألق الندى وبكارةُ الأحلامِ سِفرُ رؤاكِ فالحب أنتِ وإن يغلفه الجفا والروحُ أنت ولا جمالَ سواكِ يا روعة القلب المضمخ بالهوى ونسائم الأفراح في شباكي طلي على الوجع المقيم وغردي إني المشوق لطلعةِ الأفلاكِ لا الدمع ينقذ وحدتي في سهدها والشعرُ ما اخترعَ النهى لولاكِ فأنا المسافرُ فى جناح قصيدةٍ وأنا المقيمُ ، وجنتي عيناكِ لا تظلمي هذا الشقي وتزعمي إني نذرتكِ للجوى الهتاكِ فأنا أحسُّ بنبض قلبك كلما زاد الهوى ، أو قل من شكواكِ رُدي الزهورَ لبوح مفتتح الصبا ودعى العواصف تهتدي بخطاكِ فالشعرُ أنتِ ، ولا قصيدًا خطهُ وجعي سوى فيضِ الندى بمداكِ فكفاك ظلما كلما فترت يدي نهر الكتابة نبعه بلماكِ فإذا نهلت الشهدَ من فورانه فهى استراحة عاشق فتاكِ أنتِ الوجودُ ولا وجودٌ غيرنا فكفي لقلبي عشقه ، وكفاكِ ! من نص وصاياها للشاعرة والقاصة نيفين الهوني 1 لأنني أخشى الموت فجأة أوصيك في تلك المدينة بأن ترقص تحت رذاذ المطر وأن تقابل سمراوات يعشقنك عند مراسي السفن حيث موت يترك لحن الأمل متأرجا برائحة البكاء يبتسم في وجه المنية متلفحا بالصمت وينظر إلى مرآة الوقت المتكئة على وجع الفقد منتظرا نوارس الحياة نص طفلتي المدللة للشاعر عبدالله عبدالباري طفلتي الحالمة… من يستطيع أن يقنع قلبي بأن باريس أجمل من القاهرة قسما ستبقى الخالصة في خاطري مادام على الأرض ينتصب الجمال ألف بسمة لك يا حبيبتي من وراء حجاب ستبقين براءتي وأحلام الأجداد ستبقين طفلتي الحالمة رغم إننا لسنا أنداد من قصيدة ” الانزلاق في قطاف الفردوس ” للشاعرة غادة البشاري هو ذا النصف المضيء يغترب في نقطة الصفر ككل أسمائه الممحوة في خرائب الليل يطوف .. يطوف بلا وتد ولا جسد إنه النبيّ ما فات الضلال بوجده مُذ قرون الحب لا خَلْجَة تسويه ولا نهدة تبقيه كيف أضحى شغف النار غوثَه و مزلقَه ؟! مازال هناك يلمسُ حناجر الظمأ منحواً ، يعقل مآخذ جرحِهِ في صمَدِ الخرافة ويمضي هاتكاً شاعرية أنثى كانت ترسم بشفتيها مقادح وطن

شـــارك الخبر علي منصات التواصل

صحيفة فــــسانيا

صحيفة أسبوعية شاملة - منبع الصحافة الحرة

شاركنا بتعليقك على الخبر :