أهمية القانون الدبلوماسي وتنظيمه بين الدول

أهمية القانون الدبلوماسي وتنظيمه بين الدول

المستشارة : فاطمة درباش

  إن القانون الدبلوماسي هو أحد فرع القانون الدولي العام الذي يهتم بتنظيم شؤون العمل الخارجي بين أشخاص القانون الدولي. وهو يعبر عن مجموعة موحدة من القواعد التي تهدف إلى القيام بتنظيم الواقع الشرعي الدبلوماسي ونشاط الممثليات الدبلوماسية، هذا من جهة.

من جهةٍ أخرى، إن قواعد القانون الدبلوماسي الدولي تعتبر ضرورية جداً كونها قواعد تمتلك تأثيراً كبيراً على تنظيم عمل السفارات والممثليات الدبلوماسية الأخرى وموظفيها، كما تقوم على تنظيم مختلف الإجراءات الخاصة من استقبال وقبول واستضافة مختلف أشكال الممثليات الدبلوماسية وموظفيها.

تعتبر الدبلوماسية أهم أداة استراتيجية لتحقيق الأهداف السياسية والاقتصادية للدول لأنها تعمل على إعداد وبناء قواعد عامة تهدف إلى تنظيم الحياة الدبلوماسية الدولية بشكل لائق تستطيع فيه جميع الدول ممارسة هذا النشاط المهم انطلاقاً من حقها السيادي بقيادة علاقاتها الداخلية والخارجية، لما لممارسة هذا النشاط من أثر كبير وفعّال على حياة المجتمعات الإنسانية في كافة المجالات.

تعرّف العلاقات الدولية أو الدبلوماسية العامة أو الدبلوماسية الشعبية بشكل عام على أنها أي جهود مختلفة ترعاها الحكومة حيث تهدف إلى التواصل مباشرةً مع الجماهير الأجنبية، لإقامة حوار مخطط للتوعية والتأثير على الجمهور الأجنبي حيث يدعم أو يتسامح هذا الجمهور مع الأهداف الاستراتيجية للحكومة.

أصبح التعدد في الأنماط أهم ما يميز الدبلوماسية المعاصرة، فهناك أنواع عديدة للدبلوماسية، ومنها: دبلوماسية التنمية، والدبلوماسية الرئاسية، والدبلوماسية الشعبية، والدبلوماسية الرياضية وغيرها، وهذه الأنواع متفاوتة بحسب تأثرها بالعوامل والمتغيرات المختلفة، وتفاوت طبيعة الأنظمة السياسية التي تمثلها.

الحَصانة الدبلوماسية مصطلح قانوني للامتياز الذي يمُنح إلى بعض الناس الذين يعيشون في البلاد الأجنبية. وهو يسمح لهم أن يظلوا خاضعين لسلطة القوانين في بلادهم.

فالسفراء أو الوزراء والوكلاء الدبلوماسيون الآخرون يُمْنَحون هذا الامتياز. ومثل هؤلاء الوكلاء لا يمكن القبض عليهم لمخالفة قوانين البلاد التي يُرسلون إليها.

تعتبر الحصانات والامتيازات الدبلوماسية نوعا من الحصانة القانونية المتبعة بين الحكومات، تضمن عدم ملاحقة ومحاكمة الدبلوماسيين تحت قوانين الدولة المضيفة. يتمتع مقر البعثة الدبلوماسية بمقتضى الحصانات والامتيازات بحماية خاصة تجعله ليس كسائر الأبنية، ويحصل هذا البناء على العديد من الامتيازات المتميزة.

الدبلوماسية فن التفاوض وتعني التمثيل السياسي للبلاد وتصريف شؤونها الخارجية لدى الدول الأجنبية. ويطلق على مسؤولي الدول وممثليها في سفاراتها وقنصلياتها بالدبلوماسيين. نظرا لأهمية العمل الدبلوماسي يتمتع الدبلوماسيون بامتيازات وحصانات متعددة مهمة أثناء خدمتهم خارج بلادهم.

القانون الدبلوماسي والقنصلي هو مجموعة من القواعد التي يتأسس عليها نظام العلاقات السياسية الخارجية والقنصلية بين الدول، تم تدوين هذه القواعد في مجموعة تسمى اتفاقية فيينا للعلاقات الدبلوماسية لعام 1961 واتفاقية فيينا للعلاقات القنصلية لعام 1963، وهي تتمتع بأهمية خاصة بين الدول.

أهم القواعد الأساسية للقانون الدبلوماسي هي أن شخصية المندوب الدبلوماسي تعتبر مصونة. فلا يجوز حبس الدبلوماسيين أو اعتقالهم، وينبغي أن يتمتعوا بالحصانة الكاملة من المحاكمة الجنائية في الدولة التي تستقبلهم وهذا بالرغم من أنه لا توجد حصانة ضد الاختصاص القضائي للدولة المرسلة.

لذلك ولما للدبلوماسية وممثليها من أهمية ومسؤولية وفقاً لاتفاقيات دولية نجد أن شغل هذه الوظيفة يحتاج كفاءات والتزامات من قبل ممثليها ومعايير اختيار هؤلاء الأشخاص.

مايحدث اليوم من انتهاكات واختلاسات يرجع لعدم وجود رقابة فعلية للعاملين وتنظيم آلية عملهم وفق القوانين الداخلية والدولية.

يتبع.

شـــارك الخبر علي منصات التواصل

صحيفة فــــسانيا

صحيفة أسبوعية شاملة - منبع الصحافة الحرة

شاركنا بتعليقك على الخبر :