- د / نور الدين محمود سعيد
مع أول الخريف… رشفات … تبدأ بعدها جدليات الرومانتيكيزمو… أجلس أقرأ شعراء، وأتذكر.. أفتح مذكرات قديمة …. قديمة جداً.. أنتظر حلول الشتاء، ثم أكتب.. مرة عن عصفورة، ومرة عن قافلة تحمل أولياءها، ومرة أتعقب لحن لبليغ حمدي، يمزق أفق الموسيقى، ويتثنى ليسكن بين ثنايا كوب ماء مقطر بعناية، أو يسبح إلى فوهة بركان على خدود القمر، منازله مفتوحة، فيما نجاة تغرد: يا خسارة، ياريتو نسي.. عنواني…… يتثنى النغم عند جملة أخرى بأنامل بليغ أيضاً…بإمضاء ميادة هذه المرة: (كنت عارفه كل حاجة شغلة بالك كل كلمة كل فكرة في خيالك)… ولما فاض بي … تفحصت عود بليغ، وثنايا مخيلته، أفتش عن شكل الموسيقى… وعن زمن بديع، وعن كبار هذبوا الذوق في الخطاب، وكرهنا بعدهم رؤية دمار الجمال، خذيني يا كلماتي، كرهت واقعي، فتلقفتني فيروز على جناح نغم عند باب…. بيت صغير في كندا، …. وخذني يا حبيبي ع بيت مالو ابواب، نصوص لها أجنحة… وهذا الخريف…. يرحل إلى الشتاء سريعاً، وصيفنا القادم قبله ربيع….. حمّى طفيفة مع حبوب بانادول صداع… تهويمات … هيولات، أنا يسبح بي كأسي رفيق… كينونة …
..
. ولن أكمل، نص مفتوح بلا أبواب مشرعة، على كلمة تقرأ مقلوبة: “ن ا ي ذ ه” .