أُشبه والدي بطريقة أو بأخرى

أُشبه والدي بطريقة أو بأخرى

ناريمان الطشاني

لم يتعلّم أخي شراء الطماطم بعد، لا يعرف حتّى الفرق بين الطازج والمهترئ منه، لقد دلّلتَه كثيراً فيما مضى، وأظنّ أنّ بائع الخضار سعيدٌ جدّاً لأنّك رحلت، أمّا أمّي فأصبحت ماهرة في القيادة عدا أنّها لم تعتد بعد على رفع “الكوفينو” بيديها الصغيرتين، تعلّم أخي في العيد الذي تلى رحيلك كيف يذبح الخروف بمهارة فائقة، لذا فهذا العيد سيمضي كما يجب إن شاء الله، أمّا أنا فقد تعلّمتُ كيف أبكي بمفردي من دون أن تلاحظ أمّي على ما أعتقد، أظنّها لم تلاحظ تورّم جفنتي في الصباح، كانت لتسألني ماذا بي لو أنّها لاحظت أليس كذلك؟ أصبحتُ بارعة في إخفاء الأشياء، كأمّي عندما أخفت قلقها علي في كل صباح، أصبحتُ جيّدة ياوالدي في العيش بالألم من دون تحسّسه، لا أدري كيف ومتى حصل كل هذا، لكنّني أظنّ أنّني بطريقة أو بأخرى أُشبهك كثيراً وهذا يريحني نوعاً ما. رحمك الله يا والدي

شـــارك الخبر علي منصات التواصل

صحيفة فــــسانيا

صحيفة أسبوعية شاملة - منبع الصحافة الحرة

شاركنا بتعليقك على الخبر :