منذ سنوات

منذ سنوات

أسماء القرقني

رجعنا من مأتم ابنة جيراننا الطيبة والحزن يملأ قلوبنا والأسى ينهك ارواحنا على شبابها الراحل انا واختي وزوجة اخي…دخلنا عند الساعة الحادية عشرة ليلا الى بيتنا، كان خاويا باردا لا حياة فيه لعدم وجود امي التي كانت مسافرة تلك الفترة…. طلبنا من زوجة اخي ان تمكث تلك الليلة معنا واعطيناها سرير امي…السرير الوحيد في الغرفة اكراما لها، ووضعنا انا واختي مراتب على الارض ولم نتسامر كثيرا كعادتنا فالنوم داعب اجفاننا فانسدلت متعبة بعد يوم مزدحم بالدموع

والجزع …

بعد حوالي ساعتين استيقظت من نومي على صوت غريب…لم أستطع تمييزه…. في البداية اعتقدت انني اتوهم وانني لازلت تحت تأثير النوم….. جلست في مكاني وارهفت السمع…. تكرر نفس الصوت…. كان يصدر من نفس الغرفة التي ننام بها…….من تحت سرير امي تحديدا…. اصبت بالذعر، ايقظت اختي وانا ارتجف…. نظرت لي بتعجب وقبل ان تسأل:

_ تسمعي فللي نسمع فيه؟

 ردت بخوف:

_شن هالصوت؟

_ مش عارفة، لكن الصوت يصدر من تحت سرير امي……

استجمعت شجاعتي وقمت واضأت نور الغرفة، ذهبت الى المطبخ واحضرت عصا المكنسة لأرفع بها غطاء السرير واعرف ما يوجد تحته، كنت ادعي شجاعة لم أكن املكها فرضها الأمر الواقع…. رفعت غطاء السرير ببطء، نظرت انا واختي برهبة تحته …لم يكن هناك سوى حقيبة سفر كبيرة كانت تستعملها امي للرحلات الطويلة، صدر الصوت هذا المرة بقوة من تلك الحقيبة، تراجعنا للخلف وقلوبنا تدق بعنف.

…. تلك اللحظة استيقظت زوجة اخي وقفزت من السرير بخوف:

_شن فيه؟

جلسنا ثلاثتنا على الارض ننظر الى تلك الحقيبة بعجب …ما الذي يتقاسم معنا الغرفة؟ !!علامات استفهام ممزوجة بكم لا يستهان به من الرعب ترتسم على وجوهنا بوضوح، تشي بضعفنا وقلة حيلتنا……كانت الحقيبة مقفلة ولو ان احدى قطط امي دخلتها لكانت مفتوحة!!…. ثم ان الصوت كان وكأنه صوت ثعبان كبير يتلوى بعنف داخلها ولا اعتقد ان هذا الصوت يصدر من قطة أبدا…. قررت بعد تردد فرضه الخوف أن أكون بطلة الحلقة بلا منازع، وافتح قفل الحقيبة بيدي ثم استعمل العصا لرفع غطائها..

فتحتها….

في لمح البصر خرج مخلوق اسود كبير بعض الشي واخذ يمشي مشية غريبة بسرعة فائقة وخرج من باب المطبخ الذي كان مفتوحا الى الحديقة واختفى……بحثنا عنه في كل اركان الحديقة والبيت ولم نعثر له على أثر وكأن الارض انشقت وابتلعته….. أزعجني كثيرا اننا لم نعرف ما هو…؟

صباح اليوم التالي كنا نتحدث عن الليلة المفزعة التي مررنا بها ونتبادل التكهنات عن ماهية ذلك الكائن الذي خرج من حقيبة امي، دخل علينا اخي الأصغر وعلى وجهه ابتسامة ساخرة وقال:

_انا اللي جبته ووكلته وحطيته في الشنطة

سألناه بفضول:

_ما هو؟

_قنفود…. جبته لأن عجبتني مشيته

شـــارك الخبر علي منصات التواصل

صحيفة فــــسانيا

صحيفة أسبوعية شاملة - منبع الصحافة الحرة

شاركنا بتعليقك على الخبر :