(فسانيا /مصطفى المغربي) ..
احتفلت منظمة انطلق للتنمية المستدامة لحقوق الطفل بعيد ميلاد السيدة الفاضلة الراحلة خديجة الجهمي ، الذي يصادف 15 مارس من كل عام يوم الخميس 14 مارس 2019 بالمكتبة التي تحمل اسمها بطرابلس .
حيث بدأ الاحتفال بعرض مرئي عن الراحلة (خذيجة الجهمي) استعرض مسيرة الراحلة وبداياتها وتألقها في العمل الاذاعي والصحفي ، وفي المجال الانساني .
وافتتحت الاحتفال رئيس منظمة انطلق (مباركة عدالة) بكلمة أكدت فيها أن احتفالنا بعيد ميلاد السيدة خذيجة الجهمي يأتي عرفانا منا وتقديراً للجهود التي بذلتها في مجال الطفولة والأسرة والإذاعة والصحافة ، ولكونها علم من أعلام ليبيا الذين نتعز بهم ، كما انها فرصة ثمينة نلتقي للاحتفاء بها ومراجعة سيرتها للاستفادة من تجربتها لتكون منهاج عمل لكل المهتمين بشئون الطفل والعمل والاجتماعي والإعلامي ، وعبرت (عدالة) عن سعادتها بإحياء عيد ميلاد السيدة خديجة الجهمي والتي اعتبرته عيداً وطنياً للتعريف برائدة العمل النسائي والعمل من أجل الطفولة في ليبيا ، وخاصة أنها هي من دفعت وشجعت المرأة في ليبيا على خوض غمار العمل في المجالات التي كانت من الصعب أن يتقبل المجتمع العمل فيها.
ثم تحدث أ.(محمد كرازة) الذي استعرض أرشيف الراحلة بالصور وبصمتها المميزة التي تركتها في المجال الاذاعي والصحفي ، في حين روى الرسام والفنان (محمد بلحاج) عن بداياته التي كانت تحت إشراف السيدة الراحلة خذيجة الجهمي وخاصة في مجلة الأمل ، ومن تلميذاتها (أنتصار القايد) التي تحدثت عن تاريخ نادي الأمل للأطفال وكيف كانت طفولتها تحت اشراف الراحلة والأثر الطيب التي تركته في نفوس كل الأطفال بالنادي وقتها ، بينما أثنت أ.(هويدا التريكي) على مسيرة الراحلة وعلى جهود المنظمة من أجل الطفل وحقوقه ، وأشارت (التريكي) إلى استعداد جامعة الحاضرة لتقديم كافة أشكال الدعم والمساندة والتعاون مع منظمة انطلق وكل البرامج التي تخدم الطفولة .
ثم تم افراد مساحة بشكل خاص للحديث عن الانجازات التي حققتها الراحلة (الجهمي) لصالح الطفولة ، وهي التي أسست أول مجلة خاصة بالأطفال بليبيا والتي لازالت تصدر حتى يومنا هذا .
وتخلل اللقاء بالمناسبة حوار عن الطفولة في ليبيا من قبل د.(أمال التومي) والمشاكل التي تعترض رياض الأطفال .
وعقب الاحتفال وبالمناسبة تم الاعلان عن إنشاء ركن للأطفال بمكتبة خذيجة الجهمي النسائية بطرابلس حيث تم توظيب وتهذيب الحديقة المقابلة للمكتبة لتكون ركن الأطفال .
هذا وحضر الاحتفال عدد من الذين تتلمذوا ورافقوا السيدة الراحلة خديجة الجهمي ، وعدد من رؤساء اللجان وأعضاء منظمة انطلق للتنمية المستدامة لحقوق الطفل ومن الناشطات والناشطين ونخبة من الفنانين والشخصيات الثقافية ، والعاملين في مجال الطفل إضافة للقائمين على مكتبة خذيجة الجهمي النسائية التي استضافت حفل ذكرى ميلاد السيدة (خذيجة الجهمي) .
والراحلة خديجة الجهمي ولدت في مدينة بنغازى في 15 مارس 1921 والدها هو الشاعر محمد عبد الله الجهمي ، وهي احدي رائدات المطالبة بحقوق المرأة مند فترة الاستعمار الإيطالي.
بدأت بكتابة المقالات في مجلة (ليبيا المصورة) ونشرت قصتي (الورقة البالية ) و ( قبل منتصف الليل) في صحيفة (برقة الجديدة ) عام 1947 ومقالات بمجلة (الإذاعة ) عام 1968 في زاوية خواطر إذاعية ، أشرفت على ركن ( دنيا المرأة ) في صحيفة (فزان) عام 1962 ، شاركت فى عدد من المؤتمرات النسائية ، والصحفية منها : مؤتمر الاتحاد النسائى العربى سنة 1970 – الحلقة الدراسية حول أثر الصحافة فى التربية بألمانيا سنة 1962 .
أسست وتولت الإشراف على إصدار مجلة المرأة (مجلة البيت لاحقاً) في 5 يناير 1964 وتولت رئاسة تحريرها العام 1965 ، كما أسست أول مجلة للأطفال وهي مجلة (الأمل) ورأست تحريرها والتي تصدر حتى الآن ، وساهمت في تأسيس الاتحاد النسائي الليبى والعديد من المؤسسات التي تعنى بشئون الطفل ، وتولت رئاسته عام 1972 ، وكانت من أول المذيعين والمذيعات بالإذاعة الليبية.
ألفت عددا من الأغانى الشعبية التى تغنى بها كبار الفنانين الليبيين ، ونجحت في كتابة الزجل ـ الشعر الشعبي ـ و ساهمت في نشر الوعي الاجتماعي ، ولعبت دور هام في توعية المرأة والمجتمع من خلال (الورقة البالية ) و (لو كان من الأول) أيضاً تأليف التمثيليات مثل (السر) ، (أمي ضرتي) .
توفيت رحمها الله في 11 أغسطس 1996 ودفنت في مسقط رأسها ببنغازي ، وقد تم إطلاق اسمها على عدة مؤسسات ليبية من مدارس ومكتبات.