سالم أبوظهير
الباحثان عبد المنعم صالح قريرة، وأنبية صالح الفيض، نشرا في أواخر شهر أبريل العام الماضي بمجلة جامعة سبها للعلوم البحتة والتطبيقية، دراسة ميدانية على واقع إدارة الأزمة في مؤسسات التعليم العالي بليبيا ، و جامعة سبها كنموذج لتطبيق الدراسة.
تبنت الدراسة المنهج الوصفي التحليلي الذي يعتمد على وصف وتفسير البيانات، فاعتمدت في جانبها النظري على البيانات والمراجع والدراسات التي لها علاقة بموضوع الدراسة. و اعتمدت في الجانب التحليلي على جمع المعلومات وتصنيفها، فتم توزيع استبيان على عينة ممن استهدفتهم الدراسة في جامعة سبها و استوضحت آراءهم حول ممارسات إدارة الازمة التي حددها الباحثان في ( التخطيط والاتصال والمعلومات واتخاذ القرار).
قدمت الدراسة في مستهلها لمحة عن مفهوم الأزمة التعليمية، موضحة أنه مفهوم يشوبه الغموض ، خصوصاً مايتعلق بالتعليم العالي ، بإعتبار أنه يشمل كل ما تتعرض له مؤسساته من أزمات تقلل من أنتاجه وتهدد استمراره، سواء المتعلقة بالطلاب والمعلمين والإداريين ومشاكلهم ،أو المتعلقة بالمباني والأجهزة، وعلاقة كل هذه العناصر بالمجتمع المحيط. وأن إدارة الأزمة تعني تحديد منهج واضح للتعامل معها بنظر الاعتبار لقدرات المؤسسة المادية والبشرية. وإن أهم خصائص الأزمات في التعليم العالي ماتحمله من تهديدات خطيرة للأوضاع القائمة ، والسرعة في تتابع الأحداث ونتائجها مما يجعل التعامل مع الازمة أمراً شديد الصعوبة.
الدراسة توصلت لعدد من النتائج المهمة ، وأهمها وجود ممارسات فعلية تقوم داخل جامعة سبها من أجل إدارة الأزمة فيها ، وعدم وجود لفروق بين المشاركين في الدراسة من الجنسين ، من ناحية تقييمهم ،فنسبة الذكور إلى الإناث 66% الى 34% وان كليهما ملم بواقع الأزمات في الجامعة . كما أن المؤهلات العلمية للمشاركين في الدراسة ،كانت 76% لديهم شهادات ماجستير ودكتوراه، والباقي مستوياتهم جامعية ومعاهد عليا ، وهذه المؤهلات مع الخبرة العملية تتيح للمشاركين فهم واضح للممارسات الإدارية المتعلقة بالأزمة في جامعة سبها ، وطرق التعامل معها.
نتائج الدراسة أعطت بحسب (مايراه الباحثان) مؤشراً على وجود متواضع لممارسات إدارة الأزمة ، لذلك من الأفضل لإدارة جامعة سبها التركيز على ممارسات إدارة الأزمة وكيفية التعامل مع الأزمات ومحاولة تطوير أسلوبها الإداري فيما يخص الأزمة والأبعاد التي تم التطرق لها.
الدراسة قدمت أكثر من عشر توصيات منها وجوب التعامل مع الأزمات التي تمر بها جامعة سبها على اساس ان الصعوبات التي تواجه التعليم العالي هي مؤشرات لأزمات متوقعة ، وأنه لابد من تكوين قاعدة بيانات داخل الجامعة ،وتشكيل ادارة ازمة،ونشر ثقافة ادارة الازمة على جميع المستويات بجامعة سبها.
نتائج الدراسة قيمة، وتوصياتها مفيدة،وعلى جامعة سبها والتعليم العالي مراجعة الدراسة والعمل بما جاء فيها لمعالجة أزمات قائمة والحد من أزمات ربما تقوم.