انـتـكــاســـة الـوجــــع

انـتـكــاســـة الـوجــــع

عبدالحميد بطاو

مـرثـيـّـة ٌ غير مجـد يـة ٌ للصديق الراحل في صـمت: (عبدالله القـويرى )

لـيـس ثـمـّـة مـايُـوجـع القـلب َ

غــيرانـتـكـاس

 الجـراح القـد يمــهْ

حـينـما تـتـفـتــّـقُ نــازفــة ً

لحـظـة الحـزن ِ

مـن هــول ذكــرى ألــيـمــهْ

لـيس ثـمـّـة

مـا يفــزع ُالـرّوح

غــير التـّـوجـّـس

مـن كـل شــيئ يحــيط

بــها وهى تـهـبط راعشـة

 ً نـحــو قـــاع الـهــزيمــهْ

 كـلـّـنا لـم نـزل مـثـلمـا كـنت

تـعـهـدنـا نـتــبادل أدوارنــا

ونـغـيـّـرألــوانــنـا

ونـجـهـّز فـى شــبـقٍ نـرجـسىّ

مــلامـحـــنا لتـكـون ملائـمـة ً

لحـضور الولـيمـهْ

كـل شـيئ كـمـا كــان

مـــازال مـهـمـا وجـوه ٌمضـتْ ووجـــوه ٌأتــتْ

كــل شـيئ  كـمــا كــان

مـــازال حـتى وإن كـانت

 التـّسـميا تُ القـديمـة ُ قــد بــدّ لـــتْ

فــالـرّيــاحُ التـى تمـسـخُ الآن

كــل الـذى حــولـنا لـم يـزل عـصـفها

عــاتـيًا مــاانــتــهــتْ والخـــيـولُ

الـتى دخــلت حـلـبات السـّـباق ِ

وقــدأُســـرجـــتْ ثـم في لحـظـة الانـطلاق ِ

كـَـبَـتْ هــاهــى الآنَ تـجـلـسُ

في الـظـل مشـلـولــة ً وهى تعــلك مـن غـيـظـها

 لُـُجـُـمَ الـصـّـمــت ِ حـتى يـفـاجـؤهـا المـوتُ

مـثـلك وهــى تـغـالب محـنــتـها

عــبـر غــربــتـها وكــآبــتـها المـســتـديمــهْ

لـيـس ثـمـّـة مـا يقـتـل القــلب

غـير النـّـزيـف الذى لا يـــراهُ أحـــــدْ

وانـقــطـاعُ المـــــد دْ

وافـتقـاد الذى لن يـُردْ واحــتــواء البيــوت

المقاهي الشــّـوارع في الـقـلـب كـل طـقــوس البـلــدْ

والـوقـوف على حـافـّـة السـّـيف ِ

والـرّكـضُ فـوق المحـارق ِ إذ تـتـّـقـدْ واكـتشـافـك

بـعـد فــوات الأوان بـأن الذى يـنـفـع الـناس ضــاع هـــباء ًا

ولـم يــبق غــير الـزّبــدْ

كــل هــذا النـّــكــدْ كــان يـكــفــى لـفـقء العــيــون

التي أبـصــرتْ شــجـرًا يـتــحــرّك نحـو المـضـارب

لاطـمـســها بالــرّمـــدْ كــل هــذا النـّــكــدْ

كــان يــكــفى لقــتـل الخـــيول التي تجـلـس الآن

في الظـل تـعـلك مـن غـيظـها لـُجـــم الـصـّـمــت

وهـى تـمـدّ بـأعــنـاقــها فـي محـاولة للـوقـوف

عـقـيـمـهْ لـيـس ثـمـّـة مـا يـوجـع القــلب

غــير رثــاء الأحــبــّة بـعـد مــرور الـسـّـنـين

وغـير انتـكـاس الجـــراح الـقـد يـمـــهْ

شـــارك الخبر علي منصات التواصل

صحيفة فــــسانيا

صحيفة أسبوعية شاملة - منبع الصحافة الحرة

شاركنا بتعليقك على الخبر :