حكاية البرد

حكاية البرد

منى ماجري

حكايتي مع هذا البرد لا يسكت راويها..أنا لا أحب هذا البرد الذي يذكرني بوجه أمي البارد بعدما قالت لي ،معك الله وقلبي الذي سينبض بك في القبر وأنا لا آمن جانب البرد الذي ينتهك خدر المفاصل ويسلمني للأوجاع ،ويرتهن ذكائي فأتحول إلى محبرة تمد المداد بحكايات العاطلين والبطالين وهتافات الجياع ..

وأنا أحزن لقدوم البرد ،فأي حزن يرسله البرد في الشهر الأول من العام ؟! برد صدره يخيفني صوت الرصاص يرتد منه إلى سنوات الضياع وأحيانا يا للغرابة يذكرني بنشوة سرت في غفلة الفرح من الغدر بين الأوصال يا لهذا المخاتل ،لا عهد له أنا لم أكن أدري لما كنت أهتف وكان عمري يخرج قسرا من حلقي أن هذا الصوت ،سيغتال في الطرقات ،وسيتمرغ في الأحياء وستتندر به صفحات الجرائد لأنه سيتذكر مع بداية العام أن المدينة أمست بلا شوارع وأن اسفلتها غسل دمه وتوضأ ثم توشح بالعار.. أنا ،وأقولها بلا مراوغة أكره البرد لأنه يذكرني بوجه أمي الميت وبعيون الخونة المحملقة في الإسفلت تلك التي، صوبت نحو الحرارة نحو النار،ودفنت جثثها بين صفحتي تاريخ ،ثم ادعت أخذها بالثأر أنا ،لن أصالح البرد

شـــارك الخبر علي منصات التواصل

صحيفة فــــسانيا

صحيفة أسبوعية شاملة - منبع الصحافة الحرة

شاركنا بتعليقك على الخبر :