توفيق مقطوف
أرجوك توقف و عد أدراجك
مازال الوقت سانحا لتندم ندما خفيفا
و تكتشف أنك تشيد ” بيتا ” فوق رمال متحركة
أرجوك , إني أهاتفك من المستقبل متورطا
في حمى و صداع و مغض معوي
و أخشى أن يسحبك المد إلى العدوى
أرجوك فكر في أشياء غير تلك التي تحوم حول عنقك
مثل مشنقة كأن تصير روائيا أو قاصا أو عازفا
في أوركاسترا لكن .
أتوسل إليك لا تخطو خطوة أخرى
في هذا الطريق المفخخ بالخيبات و الترهات و الخناجر المتأهبة
لحصد قصيدتك متى خرجت عن النص العام
و المزاج العام و المدير العام و بيان إخوة بعضهم أرجوك
لا أخ لك هنا لا صاحب و لا ناصر و لا نصير و لا عاضد
و لا رفيق و لا صديق صدقني ستلهو بك المدارس الشعرية
و المدارس النقدية و القبائل البربرية
و الشاعر الكبير الذي لا يريدك أن تكبر
و الشاعر الزاحف الذي يكره مشيتك إني أوصيك
لا تكبر . لا تؤمن بالشعر بل اكفر به لا تحلم بجمهور غفير
يحفظ قصائدك و يصفق لك متى غص صوتك
في جملة مالحة حملتها معك من قريتك المنسية
لا تحلم يا صديقي بأشياء تتخيلها
فالشعر هنا غير الشعر الذي تحفظه
عن ظهر قلب و الشعراء الصعاليك
الذي عرفتهم حملوا صعلكتهم و دروعهم
و سيوفهم و جيادهم .. و إنسحبوا
و لم يبق في البلد يا صاحبي غير غلمان
و متحولين شعريا و قوادين و مخبرين ..
فانسحب فورا ( إنه فخ )
أو جهز ظهرك للضرب
و جهازك الشعري للخصي..
إذا كنت تسمعني ; فلا تخرب حياتك.