إلى كل من لم يتجاوز الخامسة عشرة و مازالا يطمح أن يصير شاعرا في هذا البلد

إلى كل من لم يتجاوز الخامسة عشرة و مازالا يطمح أن يصير شاعرا في هذا البلد

توفيق مقطوف

أرجوك توقف و عد أدراجك

 مازال الوقت سانحا لتندم ندما خفيفا

و تكتشف أنك تشيد ” بيتافوق رمال متحركة

أرجوك , إني أهاتفك من المستقبل متورطا

في حمى و صداع و مغض معوي

و أخشى أن يسحبك المد إلى العدوى

 أرجوك فكر في أشياء غير تلك التي تحوم حول عنقك

مثل مشنقة كأن تصير روائيا أو قاصا أو عازفا

في أوركاسترا لكن .

 أتوسل إليك لا تخطو خطوة أخرى

في هذا الطريق المفخخ بالخيبات و الترهات و الخناجر المتأهبة

 لحصد قصيدتك متى خرجت عن النص العام

و المزاج العام و المدير العام و بيان إخوة بعضهم أرجوك

 لا أخ لك هنا لا صاحب و لا ناصر و لا نصير و لا عاضد

و لا رفيق و لا صديق صدقني ستلهو بك المدارس الشعرية

و المدارس النقدية و القبائل البربرية

و الشاعر الكبير الذي لا يريدك أن تكبر

و الشاعر الزاحف الذي يكره مشيتك إني أوصيك

 لا تكبر . لا تؤمن بالشعر بل اكفر به لا تحلم بجمهور غفير

يحفظ قصائدك و يصفق لك متى غص صوتك

 في جملة مالحة حملتها معك من قريتك المنسية

لا تحلم يا صديقي بأشياء تتخيلها

 فالشعر هنا غير الشعر الذي تحفظه

عن ظهر قلب و الشعراء الصعاليك

الذي عرفتهم حملوا صعلكتهم و دروعهم

و سيوفهم و جيادهم .. و إنسحبوا

 و لم يبق في البلد يا صاحبي غير غلمان

و متحولين شعريا و قوادين و مخبرين ..

فانسحب فورا ( إنه فخ )

أو جهز ظهرك للضرب

و جهازك الشعري للخصي..

إذا كنت تسمعني ; فلا تخرب حياتك.

شـــارك الخبر علي منصات التواصل

صحيفة فــــسانيا

صحيفة أسبوعية شاملة - منبع الصحافة الحرة

شاركنا بتعليقك على الخبر :