اثنين – صفر – أربعة ( ٤ – ٠ – ٢) …

اثنين – صفر – أربعة ( ٤ – ٠ – ٢) …

بقلم :: سالم الهمالي

عشاق اللعب ومحبي الكرة والملاعب والنوادي الرياضية كُثر، منهم: المهاجمين ممن يعشقون مداعبة الكرة الساحرة وترقيصها وتسجيل الأهداف، والمدافعين الذين يفلحون في صد تلك الهجمات بافتكاك الكرة من الخصوم وردها او تشتيتها الى ابعد نقطة ممكنه، ومن يفلت منهم فقط هو من يجد الحارس وحيدا أمامه، الذي احيانا كثيرة يفلح في التقاط الكرة او نزعها من ارجل المهاجمين.
خط الوسط، هو الفارق في اغلب المباريات الكروية، وفيه عقل ومخ اللعبة، فهم من يترصدون المهاجمين، وبمواجهة متعددة الحيل والمواهب يحصلون على الساحرة، وبتخطيط بارع يبدؤون النقلات الهجومية من الخلف، تتقدم شيئا فشيئا حتى تصبح الكرة عند المترصد البارع الذي يسجل الأهداف. الجمهور العاشق والمتيم يتابع اللعب، وانتقال الكرة من رجل الى اخرى، ومن زاوية الى نقيضها، يتقلب فيها بمراحل متعددة من الترقب والتحفز، حتى يبلغ الذروة؛ اما بالطير فرحا ورقصا وتصفيقا وغناء، او خيبة وانكسار يصحبها تأوّهات وأحيانا سباب وشتيمة نابية.
لحكمة لا يعلمها الا الله، اصبحت ايام الأسبات والآحاد مناسبة للمهرجانات والمباريات الكروية، وكانها الهاء، او ترويح لتلك الجماهير الغفيرة التي تدفع الغالي والرخيص من جيوبها لمتابعة العَروض. المثير في ذلك هو ان الحذاق هَمْ من يملكون تلك النوادي او بعض اسهمها، ويجلسون في افضل المقاعد في المقصورات الخاصة ياكلون أطيب الطعام ويشربون ألذ العصائر والمقّطرات، يتفرجون على الكرة واللاعبين داخل الملعب، وايضا الجماهير الغفيرة التي حرمت نفسها ودفعت من عرقها وقوتها لاحياء المعارك الكروية.
في الميدان، تحرص كل الفرق ان يكون لها جوقة من المحفزين، أساسهم الدرباك الذي يحمل طبلا كبير، مرصع بالالوان والدناديش، يطرقه بلا كلل او ملل، مصحوبا ببوق طويل ينفخ فيه احدهم، وينبعث منه أنغام تجعل من تلك الجماهير شبه المسطولين، يرددون أهازيج تشجع فريقهم و تشحذ لاعبيهم بالمزيد من هرمونات الشجاعة. الجمهور في الحقيقة ليس مطلوب منه الا ان يدفع الثمن – التذكرة – ورواد المقصورة هَمْ من يقررون من يشترون من اللاعبين او يتعاقدون معه من المدربين. فقط، بعد خراب مالطا، وتلاحق الخيبات الواحدة تلو الاخرى، يتحرك الجمهور، وبايعاز احيانا، مطالبا ببيع احد اللاعبين، وضعه على دكة الاحتياط، او طرد المدرب.
٤-٤-٢ او ٣-٥-٢، وغيرها من الخطط الكروية هي عماد الحركة في الميدان، حيث تظل السيطرة على الوسط الأساس لربح او خسارة المباريات، حتى وان اختلفت وتنوعت فيما بينها. فهناك من يرى الهجوم احسن وسيلة للدفاع، وهناك اخرين يرون ان الدفاع هو الضامن لحراسة المرمى من الأهداف الخاطفة. أموال ( الزفت)، دخلت حلبة الصراع الكروي، ووجدت في أندية كثيرة في العالم غايتها، ربما، أشهرها مان سيتي الانجليزي و باريس سان جرمان الفرنسي. إلا ان ذلك لم يغير من النتائج بمقدار ما غير من خطط اللعب، فما ربحه السان جرمان في ذهابه تحول الى خسارة ماحقة وساحقة، شهدتها اركان العالم الأربعة، لتبقى درسا لا ينسى لعقود من الزمن الكروي.
والشيء بالشيء يذكر، يمكن القول ان اللعب بخطة ( اثنين – صفر – أربعة)، التي تجعل وسط الميدان فارغا، باعتمادها على لاعبين غير موجودين الا في خيال ووهم المدرب، الذي ثبت فشله من قبل في داربيات عديدة، لا يمكن ان ينتج عنها، إلا ربح كبير بحجم الصفر، وخسارة كبيرة بحجم ملعب بسعة الْوَطَن …


الزفت = البترول

شـــارك الخبر علي منصات التواصل

صحيفة فــــسانيا

صحيفة أسبوعية شاملة - منبع الصحافة الحرة

شاركنا بتعليقك على الخبر :