مِنْ أيْنَ يَأتِي مُسْتَقْبَلُ النّمُو فِى لِيبْيَا؟

مِنْ أيْنَ يَأتِي مُسْتَقْبَلُ النّمُو فِى لِيبْيَا؟

كتب :: د.سعد الأريل

نحن من بين الدول الراجعة و ليس النامية .. طيلة الأربعة عقود الماضية لم نحقق إلآ التراجع و خاصة فى ثروتنا النفطية ’التي ظلت حكرا للأجنبي .. عندما قام ( القذافي ) بتأميم النفط الذي ظل حلما يراود الليبيين .ظلت مقدرات النفط في يد الأجنبي .. فلم تؤمم إلا حوالي 40% من خام النفط في أيدي الليبيين و الباقي ظل في أيدي الأجنبي. خلال تلك المدة لم نرَ أي نهضة تنموية و خاصة في قطاع النفط الذي ظل نصدره مادة خامًا .. وظل اقتصادنا يتآكل يوما بعد يوم و ظلت حالة البلاد على حالة سابق عهدها .. الدول التي تصدر مادة خامًا ظلت على حالها من النمو لم تحقق شيئا لمصادر تنمية دخلها المحلي ..بل ظلت أسيرة في يد الأجنبي و لم تحافظ على استقلالها .. بل ظلت ترزح تحت وطأة الاحتكار الأجنبي .. صور كثيرة تقفز من أمامنا في ظواهر الاستغلال المادي و أيضا التدخل السياسي كما حدث لنا أخيرا من قبل الإدارة الأمريكية عندما أخذ القرار بضرورة التحكم في مؤسسة النفط ..المشهد ليس الأول في الواجهة السياسية للدول المنتجة لمادة واحدة يعتمد عليها الغرب بل هناك شركات مناجم الذهب في ( زمبامبوي ) و تدخلها السافر ضد إرادة الشعب في الاستحواذ على ثروته .. و أيضا مناجم ( الماس ) في الكنغو .. و التطاول على قطع إمدادات النفط الإيراني بحجة الأمن العالمي و تجويع الشعب الإيراني فكم هى المسافة مابين قوة أمريكا و إيران ؟ و نسيت ( إسرائيل )التي تلوح بإصدار قانون ( الامتياز القومي ) العرقي لليهود بأنهم ( شعب الله المختار ) أما الفلسطينيون فهم عبيد في مزرعة (يهودا ) .. نحن من بين هذه الدول التي تعاني الاحتكارات العالمية ..فنحن نخسر اقتصاديا و سياسيا .. ففي مجال الاقتصاد ظللنا نصدر مادة النفط الخام بنصف أسعاره الحقيقية بعد الانقلاب الأمريكي على الدولار و قد يأتي يوم ونستلم أسعار النفط بسعر لتر الماء وهو منتظر لا محالة .. و قد يأتي أحدنا ويسألنا لماذا هذا التحامل على سعر النفط وهو يتضارب به في السوق المفتوح و نقول من يشتري خام النفط ليس المواطن العادى ؟ إن اندثار سعر الدولار هو االقشّة التي قصمت ظهر الدول المصدرة للنفط ..فنحن لا نتلقى حتى نصف السعر الحقيقي لبرميل النفط. فوق ذلك التدخل السافر في الشأن الداخلي .. فكيف لنا التخلص من عقدة تصدير ( خام النفط ) و نقوم بتصديره كمادة مصنعة ؟ وأبسط الإيمان إنشاء مَصافٍ كبيرة للتصنيع أولا ..ثم البتروكيميائات .. أي نحول المادة الخام إلى مادة مصنعة.. من هذا السبيل نتخلص من عقدة التدخل الأجنبي و السيطرة علينا و إذا لم نحرر مادة النفط صناعيا فسوف نظل توابع لا إرادة لنا في شأننا السياسي .. فالنمو يكمن في تحرير مادة النفط وعدم اللجوء كمادة خام .. إذا لم تصدقوا كلامي هاكم التدخل الإيطالي السافر في الشأن المحلي و إغراء حكامنا بالمال و تعزيز السلطة و أيضا إمداد المليشيات في طرابلس بالسلاح فهي تزرع الفتن في الساحة ليظل النفط في أيديها و تحت تحكمها و نحن نعرف أن اقتصاد إيطاليا يتهاوى اليوم و يذهب إلى الدول الاحتكارية..إن تعزيز استقلالنا ألا أن يكون نفطنا تحت أيدينا لقد تحدثت مع وزير النفط في الموضوع و لكن أدار وجهه عنى!!!

شـــارك الخبر علي منصات التواصل

صحيفة فــــسانيا

صحيفة أسبوعية شاملة - منبع الصحافة الحرة

شاركنا بتعليقك على الخبر :